ترتيب الأسماء في المسلسلات جدل لا ينتهي
فنانون شباب: أعمالنا تحدّد مكاننا المناسب
مسألة ترتيب الأسماء على شارة الأعمال الدرامية معضلة تكبّل الوسط الفني منذ زمن ولا تجد لها حلا، ذلك أنها تخضع أحياناً لمعايير غير عملية من بينها الصداقة والمزاج وتهمل المعايير العلمية من بينها الكفاءة والأقدمية والأرشيف الغني بأعمال ناجحة... وقد يؤدي هذا الوضع في أحيان كثيرة إلى إنقاص من قدر الفنان ومن حقه الأدبي. أما الحلّ الأمثل فيكمن في ترك الأمر برمته للمنتج الذي يحدد ترتيب الأسماء وفق ما يراه مناسباً متسلحاً بضميره. حول رأي الفنانين الشباب في مسألة ترتيب الأسماء تدور السطور التالية.
مسألة ترتيب الأسماء على شارة الأعمال الدرامية معضلة تكبّل الوسط الفني منذ زمن ولا تجد لها حلا، ذلك أنها تخضع أحياناً لمعايير غير عملية من بينها الصداقة والمزاج وتهمل المعايير العلمية من بينها الكفاءة والأقدمية والأرشيف الغني بأعمال ناجحة... وقد يؤدي هذا الوضع في أحيان كثيرة إلى إنقاص من قدر الفنان ومن حقه الأدبي. أما الحلّ الأمثل فيكمن في ترك الأمر برمته للمنتج الذي يحدد ترتيب الأسماء وفق ما يراه مناسباً متسلحاً بضميره. حول رأي الفنانين الشباب في مسألة ترتيب الأسماء تدور السطور التالية.
يوضح الفنان حسين المهدي أن ترتيب الأسماء في المسلسلات أمر مهم للجميع، والفنانون كلهم يسألون عن هذه النقطة عند تصويرهم أي عمل، ويقول: «الأكيد أن الفنانين يتمنون أن توضع أسماؤهم في مكانها المناسب، ويرفضون أن يأخد أي كان هذا الحق منهم، لا سيما إذا كان غير جدير به».يضيف: «الرغبة في الحصول على مكان مناسب لا تعني أخذ مكانة فنانين آخرين، بل يجب التمتع بسعة صدر وترك هذه الأمور للمنتج أو المخرج الذي عليه أن يحتكم إلى ضميره»، مشدّداً على ضرورة أن يحفظ الجميع حق الفنان الأدبي.
يكشف المهدي أنه {في حال ظُلمت في ترتيب الأسماء في عمل ما، سأكون حذراً في المرات المقبلة، كي لا أضع نفسي في مثل هذه الأمور والدوامات التي لا تنتهي»، مشيراً إلى أن صراعات الفنانين كبيرة ولا تقتصر على الأسماء وترتيبها، «فمن الضروري أن يحافظ المنتج على حق الفنان الأدبي، وهو أمر يتعلق بالجميع سواء كانوا فنانين شباباً أم مشهورين، وفي النهاية لكل مجتهد نصيب}. مقياس حقيقيتؤكد الفنانة نور نجمة مسلسل «ساهر الليل» أن أداء الفنان يفرض نفسه في ترتيب الأسماء، وتقول: «الأداء الذي يُقدّم عبر الشاشة هو المقياس الحقيقي لجودة الفنان ومكانته، وتشكل الجهود المبذولة دافعاً مهماً وقوياً في تقديم مزيد من العطاء، حينها تصبح للفنان مكانة عظيمة من خلال الشخصيات التي يجسدها، وقد يتفوق أحياناً على فنانين دخلوا عالم التمثيل قبله». تتطرق نور إلى قضية أثارها المخرج محمد دحام الشمري قبل فترة تتعلق بالأسماء وترتيبها، وتضيف: «في وقت سابق سئل المخرج محمد دحام عن هذا الأمر، فكان رده منطقياً وصحيحاً وأعجبني كثيراً، عندما أكد أن ثمة فنانين قدماء توقفت عطاءاتهم منذ زمن طويل، في المقابل تخطى فنانون شباب الفنانين القدماء من خلال عملهم المستمرّ وبذلهم مجهوداً كبيراً، تتعلّق المسألة بالأداء وبجودته عبر الشاشة، ولا يمكن أن نقيس الأمور وفق المدة الزمنية».بالنسبة إلى نور كل ما يشغلها أن تهتم بالدور وتفاصيله وكيفية تقديمه للجمهور، ويكفيها فخراً ردة فعله على جهودها، «فهذه هي المكافأة الكبرى وربما فوزي في استفتاء «الفن وأهل الفن» هو تقدير للجهود التي قدمتها. دور المنتج يؤكد الفنان الشاب محمد رمضان أنه لا يحب التدخل في مثل هذه الأمور بل يوكلها إلى المنتجين، ويقول: «لا أعتقد أن هذه الأمور مهمة بالنسبة إلي، فمشكلة الأسماء لا تعنيني ولا أتدخل فيها، ولست من الأشخاص الذين يفرضون شروطهم عند توقيع العقد. كذلك لا أدوّن ملاحظاتي في ما يتعلّق بالأسماء، بل أتركها لضمائر القيّمين على العمل، لأن ترتيبها بالنسبة إلي لا يؤخر ولا يقدم، ويبقى الأهم جدارة الفنان في الدور الذي يجسده. فضلاً عن ذلك، ثمة مشاهدون كثر لا تهمهم الأسماء أو ترتيبها عبر الشاشة».يضيف: «صحيح أن الأمور بالنسبة إلي غير مهمة، لكن ثمة فنانين لا يتحمّلون تصدّر اسم فنان ناشئ ترتيب الأسماء. بالتأكيد معهم حق فلا أحد يريد حدوث مثل هذا الأمر مهما بلغت تفاهته أو انعدمت أهميته، بل يجب أن يحفظ حق الفنان كي لا تتغلّب المصالح والصداقات على الجدارة، ففي هذه الحالة سيصبح الفن سلعة رخيصة وسيتخلى عن قيمه التي لطالما عرفها الجميع».يرى رمضان أن على الجميع الحفاظ على هذه القيم وعدم إثارة مشاكل وأزمات قد تؤدي إلى قطع العلاقات وهدمها، لا سيما أن الفنان يشعر بإنقاص قيمته عندما لا يرى اسمه في مكانه المناسب. عموماً، في النهاية يُترك الأمر للضمير الحي ويدرك المنتجون هذه الحقيقة جيداً.