«عد ارجالك وإرد الماء»

نشر في 10-11-2012
آخر تحديث 10-11-2012 | 00:01
 يوسف عوض العازمي وصلت الأمور في الكويت إلى ما لا نتمناه، وأصبح اللعب على  المكشوف، فكل طرف يمارس لعبة كسر العظم مع الطرف الآخر، وكلٌّ يدعي الوصل بليلى! فمن ليس معي فهو ضدي! والسلطة متمسكة بقراراتها والمعارضة ترفض الخضوع والامتثال، وكلتاهما عليها ملاحظات كبيرة.

أنا بنظري كمواطن بسيط أن الطرفين مخطئان، والمتضرر هو المواطن البسيط المغلوب على أمره، فالطرفان يناديان بالدستور  والقانون وهما من يدوسانهما، لذلك أسأل السلطة المنادية بتطبيق  القانون: أين أنت من مرشح انتخابات مجلس الأمة الشهير صاحب "شنطة الفلوس"؟ وأين أنت من مصيبة استاد جابر الأحمد؟ وكارثة مبالغ التنمية الـ"37" ملياراً؟ والغموض إزاء صرفها وغيرها؟

 أما المعارضة فأين أنتم من الشفافية والوضوح، والاتهامات المبهمة مثل اتهام الأردن بإحضار قوات خاصة، بلا دليل مقنع؟ وأين أنتم من "سالفة اليوكن الأسود الكوميدية"؟ ولا أنسى أيضا حكاية الرشاوى المقدمة لأحدهم حتى يترشح للانتخابات؟

أنا أصدق الذي قال إنه تم عرض مبلغ مالي عليه ليترشح، والرجل معروف بالمصداقية، ولا أزكي على الله أحداً، إنما أي كلام يصرح به دونما أدلة دامغة وثابتة واضحة فلن يؤخذ به، أقول هذا الكلام وأنا لا أشك في كلامه، لكن عليه التوجه إلى الجهات المختصة حتى يحمي البلد من هؤلاء الراشين, ويبرئ ذمته أمام الله، أما أن تصرح فقط  فهذا الكلام غير مقبول.

أيضا الصحافة، وأقصد بعض الصحف التي عودتنا على الأخبار  الكاذبة وبالونات الاختبار، أليس عيباً نشر وتسريب أخبار غير مؤكدة وبطريقة الترهيب والترغيب؟! أنا أقصد نشر خبر عن وصول قائمة بتسعين ألف مزدوج الجنسية من المملكة العربية السعودية الشقيقة، وتتم صياغة الخبر بطريقة توحي بالانتقام على طريقة "خذوه فغلوه!"، وكأن الجنسية الكويتية سلعة تباع وتشترى!

وتسريب أخبار لدغدغة مشاعر البسطاء أيضاً مثل إسقاط القروض، وهي أخبار أثبتت السنوات كذبها، وعدم مصداقيتها، فنحن أمام  حكومة لديها إصرار تام على عدم التعرض لهذا الموضوع  وازدرائه أيضا.

لاحظ من مع الحكومة ومن مع المعارضة فسيتبين لك بوضوح "فرق الرجال"، المعارضة أغلبها سياسيون محترفون متمرسون، والحكومة أغلب أعضائها لا يصلح حتى تلميذا عند هؤلاء في علم السياسة! لاحظ مستشاري الحكومة، ومن ثم اقرأ أسماء من يعمل مع المعارضة بالدعم السياسي وكتابة الخطابات فستجد البون شاسعاً بالطبع... ترى هل الحكومة لا تعرف اختيار رجالها؟

 إذا قارنت بين الحكومة والمعارضة فكأني أتخيل مباراة كرة قدم بين البرازيل وبنغلادش! فهناك مثل بليغ يتداوله البدو قديما "أتمنى أن تتفكر به الحكومة جيدا وهو "عد ارجالك وإرد الماء"، فالحكومة والمعارضة كلتاهما أهلنا وإخواننا، ولا نشك لحظة بولائهما للكويت وللأمير حفظه الله، لكن عليهما الجلوس على مائدة واحدة، وإن شاء الله تتفكك هذه الأزمة التي يعانيها بلدنا، فالمصلحة واحدة وخدمة  البلد والشعب هي هدف الجميع... تواضعوا فالكويت "تستاهل"، ولا غنى لكم عن بعضكم، وحسب لهجة المصريين "كلوا يتصلح"... وحفظ الله الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه.

back to top