وليد المسلم: صناعة القارئ مسؤولية الجهات التربوية والثقافية
«عدم وجود القارئ تسبب في توقف كثير من المشاريع المهمة»
يهدف الكاتب وليد المسلم إلى غرس قيمة القراءة في نفوس النشء من خلال تقديم محاضرات لطلبة المدارس تحفزهم على ممارسة القراءة اليومية.
يهدف الكاتب وليد المسلم إلى غرس قيمة القراءة في نفوس النشء من خلال تقديم محاضرات لطلبة المدارس تحفزهم على ممارسة القراءة اليومية.
يؤكد الكاتب وليد المسلم على ضرورة صناعة القارئ الإيجابي، مشدداً على دور المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمعية في بناء جيل يحب القراءة، ويرى أن صناعة القارئ مسؤولية كبيرة يجب الانتباه إليها وإدراجها ضمن أولوياتنا، لكي يجد الكتاب من يقرأه، كما يشدد على رعاية النشء وتحفيزهم على القراءة متوجساً من العيش في ظلام دامس في حال فرّطت الجهات المسؤولة في صناعة قراء المستقبل، وفي هذا الإطار، يستعرض المسلم تجربته في تقديم المحاضرات للأطفال والناشئة، مبيناً حرصه على تقديم المحاضرات إلى طلاب المدارس في جميع المراحل الدراسية وفي جميع المناطق التعليمية كان أساسه حرصي على تنفيذ برنامج «كيف نقرأ؟» الذي تم تطبيقه تحت رعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في فترات صيف الأعوام 1999، وعام 2000، وعام 2001، في أحضان جمعيات النفع العام التالية: رابطة الأدباء ورابطة الاجتماعيين والجمعية الاقتصادية وجمعية المعلمين فرع الجهراء «حيث تم تأجيرنا لمقرهم خلال فترة تنفيذ البرنامج خلال صيف 2001»، وأضاف المسلم:» ولمن لا يعرف أقول أن برنامج كيف نقرأ ؟ هو برنامج استراتيجي يهدف إلى إدخال القراءة اليومية «غير الدراسة» في حياة الطفل الكويتي ليتسنى لنا بناء جيل قارئ، علما بأن البرنامج كان موجها للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة، شارحاً أنه برنامج استراتيجي لأن الخطة المرسومة كانت: أن يستمر البرنامج لمدة عشر سنوات متتالية بعد أن تم تجريبه في عام 1999».
بناء المجتمعاتوعن أسباب هذا التوقف، يقول المسلم: «وبعد أن توقف البرنامج - بعد تنفيذه بنجاح في عام 2001 لأسباب منها توقيف أو إلغاء لجنة القراءة والكتاب التي انبثق منها، وعدم وجود إدارة معنية تختص بملاحقة تنفيذه- وجدت نفسي تحت إلحاح كثير من الأسئلة عن البرنامج وحيثياته سواء من قبل الصحافة أو المهتمين ثقافيا وحتى من بعض المدارس، وهكذا كان أن بدأت سلسلة من المحاضرات في كثير من المدارس لتبيان أهمية القراءة في بناء المجتمعات الفاعلة، وأن القراءة هي التي تبني المواطنين والأوطان».وبشأن شكل المحاضرات الراهنة، يوضح: «تم تطوير هذه اللقاءات مع الطلبة والطالبات وأولياء الأمور والمدرسين والمدرسات إلى بعض الأصبوحات الأدبية لقراءة القصص القصيرة ومناقشتها، أو لعمل ورش عمل حول الكتابة والقراءة».دور المؤسسات الرسمية ويستطرد المسلم متحدثاً عن عدم تفاعل الجهات الرسمية في تبني مشروعه في القراءة، ويقول ضمن هذا السياق:»أعلم أن ما أقوم به هو دور مؤسساتي، ولهذا كان أول تطبيق للبرنامج من خلال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أما باقي الجهد فإنني أقوم به من منطلق مسؤوليتي تجاه وطني الكويت». ويبين أن ثمة جهات رسمية وجهت إليه دعوة لتقديم محاضرات ضمن جدول أنشطتها، شارحاً: «قد قامت بعض الجهات الرسمية بدعوتي لإلقاء المحاضرات حول القراءة والكتابة والمجتمع والحرف والكلمة مثل إدارة المكتبات لعمل محاضرات في بعض المكتبات العامة إلى جانب اتصال إدارات الجامعة والتطبيقي لتقديم أيضا محاضرات ثقافية حول القراءة وبعض الورش والأصبوحات الأدبية، ولا أنسى اتصال وزارة الأوقاف لعمل ورشة عمل حول الكتابة، ولكنني والحق يقال، لا أذكر أن هناك جهة رسمية اتصلت لتبني مشروع ثقافي متكامل يخص هذا الجانب المهم. وآمل أن تكون الجهات الرسمية تعمل بشكل إيجابي تجاه إعلاء دور الكلمة والأدب والثقافة وأن لا يقتصر الدور على عاتق الأفراد وبجهود فردية».صناعة القارئوعن نوعية الأدب التي يجب أن يقدمها الكاتب إلى الأطفال والناشئة، يقول ان المشكلة لا تمس نوعية أدب الطفل، فما هو موجود في الساحة يغطي الاحتياج وأكثر، وما نحتاجه بالخط العريض هو: صنع القارئ الإيجابي في هذا الوطن، وصنع القارئ هو الهاجس الذي يجب أن تحمله الجهات المختصة مثل وزارة التربية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والمدرسة والمكتبات العامة طبعا إلى جانب البيت الذي أعتبره لبنة أساسية».أضاف المسلم:» عندما نصنع القارئ سيتم صنع الكتاب المناسب. أما أن نفلسف الأمور ونقول: نحتاج إلى كذا وكذا، ثم نؤلف ونطبع ولا نجد من يقرأ، فهذه طامة كبرى. وكثير من المشاريع الثقافية توقفت بسبب عدم وجود قارئ.ويختم المسلم حديثه قائلا:» آخر صيحة أطلقها: اصنعوا من أطفال اليوم قراء للمستقبل وإلا فسنعيش أجيالا طويلة في ظلام دامس».