كيف تقيّمين فعاليات «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» لهذا العام؟

Ad

خضنا تحديات كبيرة للغاية، وكنا تنادينا كمجموعة من الفنانين وأسسنا نواة لمهرجان جديد، لكن الظروف الراهنة دفعتنا إلى الترفّع عن الصغائر والانضمام إلى المجموعة التي نظمت المهرجان هذا العام، والحمد الله تجاوزنا الأزمة وأقمنا المهرجان، رغم أن شكوكاً باستحالة إقامته رافقت التحضير له.

وتجربتك كعضو في لجنة تحكيم المهرجان؟

أمر مثير أن أكون فنانة وحكماً في آن، إذ أتجرّد من كوني فنانة وأتحوّل إلى  مجرد مشاهد متمرس يبحث عن نقاط قوة وضعف في هذا الفيلم أو ذاك، فأنا لست في موقع المشاهدة والاستمتاع بل في موقع المشاهد والحكم بموضوعية.

يتردّد أن المهرجان فقد وهجه هذا العام، ما صحة ذلك؟

غير صحيح، فقد حضر المدعوون، سواء الفنانين أو أهل الصحافة والأعلام،  وكانت ورش العمل الفنية والندوات مكتملة، لكن الظروف التي يمرّ بها الوطن العربي تنعكس بلا شك على الفعاليات الفنية التي تُنظم.

بعيداً عن المهرجان، ماذا أضفى ابنك اسماعيل على حياتك؟

جعلني أشعر بمعنى كلمة أمومة وبأن المسؤولية الملقاة على عاتقي أصبحت كبيرة.

تعيش مصر اليوم مخاضاً عسيراً بين الليبراليين والإسلاميين، أين أنت من هذين التيارين؟

بالتأكيد أنا مع الليبراليين ومع مقولة يسقط حكم المرشد، فنحن قمنا بثورة لنصبح دولة ديمقراطية وليس دولة تعود بنا إلى الوراء. أرفض أن تُسرق الثورة من الذين صنعوها ويبدو أن هذا ما يحصل.

 

يشهد العالم العربي الآن ما يسمى «الربيع العربي»، هل توافقين على هذه التسمية أم لديك تسمية أخرى؟

ربيع عربي أو خريف عربي، التسمية لا تهم بل الأهداف التي حققها هذا الربيع، هنا اتساءل: أين الحرية والعدالة الاجتماعية وأين هي حقوق الإنسان في الحصول على الحد الأدنى من مستلزمات حياته؟

بالنسبة إلي، لا أرى عنواناً للربيع العربي. أنظروا ماذا يحصل في سورية، في البداية كانت ثورة بكل معنى الكلمة وفجأة وبقدرة قادر لا نعرف إلى ماذا تحولت، كل ما أطلبه اليوم أن تحصل الشعوب العربية على فرصتها بالعيش الكريم، خصوصاً الأطفال.

أدرت لفترة شركة «دولار فيلم» للإنتاج السينمائي وخضتِ مجال المال والأعمال، فلقبت بسيدة أعمال، كيف تقيّمين هذه التجربة؟

أكره لقب سيدة أعمال لأنني لم أكن أدير شركة استيراد وتصدير، بل شركة إنتاج فني هدفها الأول والأخير تقديم نوعية من الأفلام الجيدة. أعترف بأن التجربة لم تنجح، لذلك انسحبت منها بهدوء.

 

هل ستعاودين الكرة؟

إذا توافرت العوامل التي تسمح للشركة بتقديم الأعمال التي أطمح إليها.

 

هل يتفهم زوجك رجل الأعمال عمرو رسلان طبيعة عملك أم تتوقعين أن يأتي يوم ويقول لك إن الاعتزال أفضل وسيلة للاستمرار في الحياة الزوجية؟

عمرو إنسان متفهم ومنفتح ويدرك أنني لا أخرج من أستوديو وأدخل إلى أستوديو آخر، فأنا أختار أعمالي بدقة وأمنح عائلتي الرعاية والاهتمام، لذلك لا أظن أنه سيأتي يوم يخيّرني فيه بين الفن وبين العائلة.

 

وبالنسبة إلى نشاطك السياسي؟

لست ناشطة سياسية ولكن لا أستطيع الوقوف مكتوفة الأيدي تجاه الأحداث في بلدي، وعمرو يدرك تماماً هذا الأمر وقد اعتاد على طباعي وعلى أسلوبي في الحياة، بدليل أنه عندما أعجب بي كانت في مخيلته فتاة أخرى ولكن فور أن رآني عدل عن رأيه.

 

هل تشعرين بأننا نتجه نحو الافضل رغم كل ما يحيط بنا حالياً؟

ما أشعر به اليوم أن ثمة مجموعة كبيرة تقول «لا» للواقع الذي نعيشه، ولديها الحق في ذلك، عملاً بالمثل «صاحب الحقّ سلطان». أعتقد أننا نعيش عصر السلاطين تأثراً بالدرما التركية.

 على سيرة الدراما التركية، كيف تقيمين هذا الهجوم التركي للدراما والإقبال عليه؟

تختلف خيارات الجمهور من عصر إلى آخر وأظن أن العصر اليوم هو عصر المسلسلات التركية، لكنه لن يطول لأن مسلسلات عربية بدأت تحذو حذو الدراما التركية وتحقق نجاحاً. إنما الأهم أن تبقي على المواضيع العربية التي تهمنا وتنقل بأمانة معاناة المجتمع العربي.

 

ما المسلسلات التي استحوذت على اهتمامك في رمضان الماضي؟

لا شك في أن وجود النجمين محمود عبد العزيز وعادل إمام أضفى بريقاً خاصاً على الشاشة. أما مسلسل «الخواجة عبد القادر» فكان قيمة بحد ذاتها بالإضافة إلى مسلسل «سيدنا السيد».

 شاركت سلافة معمار في «الخواجة عبد القادر» وأدى جمال سليمان بطولة «سيدنا السيد»، فهل مسألة مشاركة الفنانين السوريين في الأعمال المصرية ما زالت موضوع أخذ ورد؟

من يردد هذه المقولة هو خارج الزمن، الفنان فنان أينما حلّ سواء كان سورياً أو لبنانياً أو مصرياً، فالفن هو الأمر الوحيد الذي يجمعنا.

 

في ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ناديتِ بأعلى صوت وبكل جرأة  «يسقط يسقط حكم المرشد»، ألست نادمة على هذا الموقف؟

 

على الإطلاق. سأظل أردد بأعلى صوتي «يسقط يسقط حكم المرشد» حتى يسقط ونصبح دولة مدنية.