سمو الأمير... من القلب شكراً

نشر في 22-10-2012
آخر تحديث 22-10-2012 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي   نعم بحجم الكون شكراً... نعم نقولها ويقولها معنا كل المخلصين من أبناء هذا الوطن الذي بناه الأجداد على الحب والوفاء والتقدير واحترام الكبير، فما بالك إن كان هذا الكبير بمقام سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، هذا الرجل الذي لم يبخل على هذا الوطن بجهد أو عمل منذ شبابه، فجاب الدنيا بأسرها من أجل أمن الكويت واستقرارها ورخائها.

 ولا تزال صورة سموه، حفظه الله ورعاه، عالقة بالذهن أثناء مؤتمر سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية الكويتية الذي عقد في مدينة جدة أثناء فترة الاحتلال البغيض لبلدنا الحبيب، فقد كان سموه يتحدث لنا والألم يعصر قلبه، فتخرج الكلمات مخنوقة بالحسرة وثقل المسؤولية والشعور بألم الخيانة، والغدر من جار أكرمناه أثناء حاجته، وساندناه أثناء محنته، فغلب عنده الطبع على التطبع، فارتدى ستار الليل الحالك السواد وقام بغزو غادر، فدمر البلاد والعباد.

نعم سمو الأمير... نقولها شكراً بكل لغات الدنيا مقرونة بالتقدير والاحترام من قلوب سكنها حبكم، فاهتمامكم بالشأن الداخلي لم يشغلكم عن تدعيم مكانة الكويت الدولية، فجاءت دعوة سموكم لعقد مؤتمر القمة الآسيوية الأولى على أرض الكويت، إدراكا من سموكم نتيجة لخبرة متراكمة على مدى عقود من سنين في المجال الدبلوماسي بأن مركز العالم بدأ يميل إلى القارة الآسيوية ودولها القادمة بقوة على الساحة الدولية بكل ما فيها من ثقل، سواء من حيث المساحة فهي أكبرها، أو من حيث عدد السكان فهي أكثرها، وبدأت النمور الآسيوية تقفز في مجالات التقدم والتطور، وبرزت دول بثقل اليابان والصين وكوريا والهند وماليزيا وغيرها من الدول الآسيوية العملاقة، في الوقت الذي بدأت فيه القارة الأوربية تفقد بريقها، فاليورو أخذ يترنح ولم يسعفه الدولار الذي يحتاج أكثر منه إلى العكاز، وظهر العجز في بعض دولها للدرجة التي قد تعلن إفلاسها في هذا التوقيت، وفي خضم هذا التحول التاريخي برزت دعوة سمو الأمير، حفظه الله، لعقد القمة الآسيوية الأولى في البلاد فاستضافت الكويت بحجمها الصغير وعدد سكانها المتواضع زعماء وممثلي الدول الآسيوية التي يفوق عدد سكان بعضها المليار.  ونجحت القمة في تحقيق بعض أهدافها، وتوالت الدعوات لعقد القمم القادمة في تايلند عام 2013، وفي طهران عام 2018، وهكذا يسجل التاريخ لدولة الكويت حدثاً تاريخياً لها الريادة فيه، خاصة أن هناك دراسات سوف تعد من أجل تحويل هذا المنتدى إلى آلية مستمرة تكون أكثر قدرة على دفع التعاون بين دول القارة.

 ولكم أثلج صدري أن أكون مع بعض الإخوة السفراء، وبتكليف كريم من معالي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الصباح من ضمن لجنة الإعداد لهذه القمة برئاسة الأخ الكريم السفير عبدالرزاق الكندري، وعضوية كل من السفراء عبدالحميد العوضي وفيصل الغيص وفيصل المشعان وأحمد بوزبر.

 وفي الوقت الذي ازدانت البلاد بأعلام الدول المشاركة والجهد غير العادي الذي بذله سمو الأمير، حفظه الله ورعاه، لإنجاح هذه القمة التاريخية على أرض الكويت الغالية نرى البعض وقد حمل معول الهدم والخراب من أجل إفشالها، ولنا أن نتساءل إن كان هناك لكم خلاف مع النظام أو الحكومة أو جاسم الخرافي أو محمد الصقر فهل ينسحب هذا الخلاف مع الكويت وأهلها؟ ألم يكن الأحرى عضد سمو الأمير والوقوف معه من أجل إنجاح هذه القمة من أجل الكويت ومكانتها الدولية التي تتعدى وتتجاوز مصالحكم الآنية أو كراسٍ لا تدوم؟ ألا تعتبرون ضيوف الكويت ضيوفكم؟ فأين ما تعودنا عليه من إكرام الضيف؟

 أما كان بالإمكان تأجيل هذه التجمعات لمدة أيام معدودة؟ ونقولها مدوية نعم نجحت القمة الأولى لدول الحوار وفشلتم، نعم نجح سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح- حفظه الله ورعاه- ونجحت القمة الأولى لدول الحوار الآسيوي وفشلتم، نعم نجحت الكويت وأهلها وفشلتم.

فلكم سمو الأمير الشكر مقروناً بالحب والوفاء والتقدير والاحترام، وحفظ الله الكويت وقيادتها وشعبها من كل مكروه.

back to top