اعتبر النائب السابق محمد هايف ان "من يقلل من الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد جاهل للواقع، ونحمد الله أن مرت مسيرة كرامة وطن بسلام مهما اختلفنا حول شرعيتها قانونا وشرعا، فقد خرج الشعب وقدرته بعض الإحصائيات الخارجية بـ150 ألفا"، متسائلا: "لمن تجرى الانتخابات القادمة مادامت اغلبية مكونات المجتمع رفضت المشاركة فيها؟".

Ad

واستغرب هايف، في لقاء دعا إليه ابناء ووجهاء الدائرة الرابعة بديوانه مساء امس الاول بمنطقة الفردوس، "تجاهل رأي الناس وتهميشه، فطاعة ولي الأمر ليست مطلقة ولا أحد من أهل العلم يقول عكس ذلك"، مستدركا بالقول "لا نختلف على طاعة ولي الأمر، ومهما اختلفت الأغلبية مع السلطة فإنها تبقى الممثل عن السواد الأعظم من الشعب ويجب أن يوضع ذلك في عين الاعتبار".

وقال ان "أزمة بهذا الحجم يبدو فيها إصرار من الحكومة على عدم التراجع عن قرارها، وكذلك عدم تراجع من المعارضة عن قرارها لهو أمر خطير"، متسائلا: "لمن نقيم هذه الانتخابات مادامت المكونات الشعبية من القبائل والليبراليين والاسلاميين وبعض الشيعة أعلنت المقاطعة؟"، لافتا الى ان "بدايات الثورات العربية كانت عبر مسيرات ومطالب سلمية لم يستجب لها، لكن التعنت ولد الانحراف فتصاعدت المطالبات الى اسقاط النظام".

وتابع ان "الأبواق والمرتزقة والقبيضة ومساحي الجوخ الذين يصورون أن هذه الازمة مجرد زوبعة وسحابة صيف وتنجلي مخطئون، لان الغزو كان بعد سحابة صيف، فاحذروهم وأنقذوا البلاد حتى لا تأتيكم سحابة أخرى".

وقال هايف: "اننا نناشد سمو الأمير بحكمته المعهودة التي تخرج البلاد من عنق الزجاجة وأخرجتها من أزمات سابقة ونحن نأمل منه ذلك لان الكويت في خطر".

وأشار إلى من يطالبون باستمرار ذلك ويقولون "خلهم ينصاعوا للقانون"، متداركا: "إذا لم ينصاعوا، فلماذا لا تكون السلطة هي الاحكم؟ هل نضيع البلد لان الحكومة لا تتنازل والشعب لا يتنازل، وبعدين البلد يضيع؟ والطوابير من الخامس إلى السابع ستشتغل وتنتهز الفرصة".

ورأى ان "من يتحمل المسؤولية اليوم الحكومة، فلا يمكن ان نحمل شرائح مجتمعية مختلفة ليس بيدها قرار واحد، فهي مختلفة التوجهات، فكيف ننتظر منها اتخاذ قرار التراجع في لحظة واحدة؟".

وتمنى أن يمر عيد الأضحى على أهل الكويت بسلام ويفرحوا به دون أزمة، "فان الكويت اليوم تعيش في حزن وضيق، وما أجمل أن يخرج قرار من سمو الأمير يفرح أهل الكويت وينزع هذا الفتيل ويخرج الكويت من أزمتها! وكما قال رسول الله فيما معناه: إنما الدين النصيحة لله وكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"، موضحا: "اننا طلبنا مناصحة سمو الأمير في السر وزيارته ولم تتيسر لنا الأمور، واليوم أصبحت الأمور مكشوفة، ولا سر فيها ونزع فتيل الأزمة اليوم هو مرسوم بسيط، لكن غداً بعد المصادمات والدماء والزج بالسجون فسيكون الأمر صعبا".

وقال هايف ان "الشارع اليوم يغلي ومندفع ولا يمكن أن ايقاف السيل الجارف من القبائل والعوائل والطوائف والشرائح المختلفة المتجمعة لإسقاط مرسوم ونحن لا يمكن أن نقنعها بأن تتراجع".

ثورة الفساد

وبدوره، قال النائب في المجلس المبطل د. خالد شخير ان "القرار اليوم يعود للأمة، وهناك ثورة على الفساد، وكافة الشعب خرج للتعبير عن المقاطعة للانتخابات بمختلف التيارات وكافة أطياف المجتمع من حضر وبدو وسنة وشيعة، فلماذا تقام هذه الانتخابات المرفوضة؟".