الفتنة الطائفية خدمة للصهيونية

نشر في 24-04-2012
آخر تحديث 24-04-2012 | 00:01
No Image Caption
 علي البداح إن الكويت لم تعرف في تاريخها هذا الزخم من التكفير وإبعاد الآخرين، إن من يسمع أعضاء المجلس الحالي يعتقد أن الكويتيين ولدوا كفاراً وأن مهمة هؤلاء الأعضاء هداية الناس إلى دين جديد بصياغة وضوابط جديدة تعيد الكويت إلى عصور انتهت.

مصيبة لو كان مثيرو الفتن لا يعلمون بمخططات التقسيم التي أعدتها وأعلنتها قوى السيطرة في هذا العالم، والمصيبة أعظم إن كانوا يعلمون أخبار ومخططات التقسيم والتأزيم وضرب أبناء البلد الواحد بعضهم ببعض من خلال النفخ في جوانب الفتن الداخلية طائفية أو قبلية أو عرقية، وخلق الأجواء المناسبة لإشعال نار لا تخمد إلا بموت كل الأطراف أو استمرار القتال بينهم إلى أبد الآبدين.

هذه المخططات نشرت ونوقشت لسبب بسيط راهن عليه المخططون، وهو أن كل طرف سيجد في تلك الدعوة مكسباً، لذلك سيعمل كل ما في جهده للحصول عليه، وكأنها جزرة تطرح أمام جهلاء فلا يرون الخطر فيها ولا يرون السم في كل جنباتها.

كثير من التابعين الذين يرددون ما يقول به قادتهم ربما لم يعرفوا أو يسمعوا بمخطط تقسيم الشرق الأوسط على أساس طائفي، لكن من المؤكد أن بعض القادة من كل أطراف الفتنة يعرفون ويفهمون جيداً ما الغرض من هذه الفتن؟ وإلى أين تؤدي؟ ولكنهم للأسف مستعدون لتدمير أوطانهم وشعوبهم من أجل سادة العالم الجديد، ويعتقدون- وهم بذلك مخدوعون- أن السيد سيمنحهم السلطة لو قضوا على إخوانهم من الأطراف الأخرى.

المسألة ليست في سؤال عابر أو تعليق "فالت" أو انتصار للرسول العظيم وآله، لكنها أعمال تبدو مصادفة وهي في الحقيقة تتم ضمن مسار مدروس، نتائجه دمار لا يُبقي ولا يذر.

إن نتيجة الفتنة وقتل المسلمين والعرب في منطقة الشرق الأوسط بعضهم بعضا هي سيادة الدولة اليهودية وانتشارها وانتصارها علينا بعد أن نزول كلنا من أمامها، فهل قادة الفتنة يعلمون هذا؟ وهل وصلوا إلى مرحلة خدمة العدو الصهيوني وقتل أمتهم لمصلحته؟

إن المطلوب وعي وإدراك لما يحاك، وتفعيلٌ لدور مؤسسات المجتمع المدني للتصدي لكل أشكال الفتن بالمتابعة الجادة لأي انحراف للتيارات، ونواب الأمة، ووسائل التربية، والإعلام الطائفي، ومواجهة هذه الفتن والانحرافات بالوحدة الوطنية، ورفض أي شكل من أشكال الإساءة إلى أي جزء من نسيج المجتمع.

إن الذين يدّعون أنهم الأعرف بدين الله، وأنهم المكلفون بتصحيح الدعوة، عليهم تنظيف صفوفهم وكشف المغرضين والمدسوسين الذين يعملون على تشويه الدعوة، وتجييرها لخدمة أعداء الأمة، ويجب أن يتصدوا لمن يتظاهر بأنه يحمل راية التصحيح، وفي قلبه مرض، وفي نواياه إشعال النيران في هذا البلد.

إن الكويت لم تعرف في تاريخها هذا الزخم من التكفير وإبعاد الآخرين، إن من يسمع أعضاء المجلس الحالي يعتقد أن الكويتيين ولدوا كفاراً وأن مهمة هؤلاء الأعضاء هداية الناس إلى دين جديد بصياغة وضوابط جديدة تعيد الكويت إلى عصور انتهت.

وبدلاً من البحث عن وسائل العلم الحديث لمعالجة أي خلل اجتماعي نراهم يهربون من المواجهة إلى أساليب لم تعد تنفع الناس، ولم يعد بالإمكان تطبيقها.

لذلك يجب الانتباه ورفض أي دعاوى للانغلاق والتقسيم وضرب وحدتنا الوطنية.

back to top