يرى محللون بارزون أن المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية سيواصل مساره الصاعد فوق مستوى 6800 نقطة الأسبوع المقبل مع اقتراب موسم النتائج من نهايته وتعافي السوق بعد الأخذ في الحسبان النتائج الضعيفة لبعض الأسهم وعلى رأسها البتروكيماويات.

Ad

ويرى محللون أن أثر النتائج الفصلية سينعكس بقوة على السوق عقب اجازة عيد الأضحى التي تبدأ بنهاية تداول الأربعاء المقبل 25 اكتوبر وتستمر أسبوعا.

وانهى مؤشر سوق الأسهم السعودية تعاملات يوم الأربعاء على ارتفاع للجلسة الثالثة على التوالي وصعد نحو واحد في المئة متجاوزا 6811 نقطة ليبتعد عن أدنى مستوياته في 11 أسبوعا والتي سجلها يوم الأحد الماضي.

وقال رئيس الأبحاث والمشورة لدى شركة البلاد للاستثمار تركي فدعق: "شهد السوق ردة فعل إيجابية بعد إعلان سابك عن أرباحها الفصلية التي تجاوزت توقعات المحللين. من المتوقع أن تعلن شركات الاتصالات نتائجها يوم السبت وهناك حالة من التفاؤل... السوق مرشح للإيجابية بشكل أكبر من السلبية".

وأضاف فدعق: "قد يتأخر تأثير النتائج إلى ما بعد إجازة عيد الأضحى وموسم الحج... لكن السوق أصبح مرشحا لتجاوز مستوى المقاومة الحالي الواقع عند 6930 نقطة".

قضايا سلبية

من جانبه، قال محلل أسواق الأسهم وليد العبدالهادي ان السوق امتص الأمور السلبية لاسيما فيما يتعلق بنتائج بعض الشركات وأن انتهاء فترة حظر تعاملات التنفيذيين من شأنه أن يدعم عمليات الشراء مرة أخرى.

وقال العبدالهادي: "معظم النتائج جاءت مقبولة وتفوقت سابك على جميع توقعات المحللين... من المتوقع أن تنشط السيولة بصورة أكبر فيما تبقى من هذا الشهر وأن يغلق السوق خلال الأسبوع القادم عند مستوى 6880 - 6890 نقطة".

وتابع: "السوق هبط لمستويات معقولة ومناسبة... جعلت اسعار الكثير من الاسهم جذابة للمتعاملين". وكانت التعاملات خلال الشهر الماضي سلبية لمعظم المستثمرين السعوديين مع هبوط المؤشر نحو 7 في المئة.  وجاءت نتائج بعض الأسهم القيادية مخيبة للآمال إذ سجل مصرف الراجحي أكبر بنك في المملكة من حيث القيمة السوقية تراجعا نسبته 3.5 بالمئة في صافي أرباح الربع الثالث لتأتي النتائج دون توقعات المحللين. كما سجلت بنوك الرياض وساب والسعودي الفرنسي نتائج أقل من متوسط توقعات المحللين.

شركات البتروكيماويات

ونتيجة لتراجع أسعار البتروكيماويات والطلب العالمي سجلت شركات البتروكيماويات ذات الثقل نتائج ضعيفة فأعلنت "سابك" أكبر شركة بتروكيماويات في العالم من حيث القيمة السوقية تراجعا نسبته 23 في المئة في صافي أرباح الربع الثالث.

لكن على الرغم من الانخفاض فاقت نتائج الشركة متوسط توقعات تسعة محللين في استطلاع أجرته "رويترز".

ويرى محللون أن النتائج الضعيفة لشركات البتروكيماويات تتعلق في الأساس بضعف الوضع الاقتصادي العالمي وتراجع الطلب فيما يعزون النتائج المخيبة للآمال لبعض البنوك إلى تجنيب مخصصات كبيرة.

وبلغت أرباح البنوك الأحد عشر مجتمعة 6.76 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) في الربع الثالث مقابل 6.5 مليارات قبل عام بارتفاع 4.1 في المئة.

ويقارن ذلك مع نمو سنوي تجاوز عشرة في المئة في الربع الثاني. وقال مصدر في قطاع البنوك أن مؤسسة النقد شجعت البنوك على تجنيب مخصصات كبيرة كإجراء احترازي مع اقتراب نهاية العام.

ويرى رئيس الأبحاث لدى الرياض كابيتال عاصم بختيار انه باستبعاد المخصصات ستكون النتائج الفصلية للبنوك قوية وأن من المتوقع أن يكون الأداء أفضل في الربع الأخير من العام.

وقال ان "البنوك تحاول تجنيب مخصصات كبيرة مع تزايد نمو عمليات الإقراض باستبعاد تلك المخصصات سنجد أرقاما قوية. سيكون أداء الربع الأخير افضل خاصة وأن أسهم البنوك وصلت الى أدنى مستوياتها".

مغالاة في البيع

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي ومدير الصندوق في جلف مينا للاستثمارات هيثم عرابي: "شهدت السوق مغالاة في البيع وأعتقد أنها بلغت أدنى درجات الهبوط... هذا وقت جيد لعودة المستثمرين إلى السوق".

ولم يبد المحللون انزعاجا بشان تخارج المستثمرين من السوق قبل عطلة عيد الأضحى الطويلة واستبعدوا حدوث تأثير كبير على المؤشر جراء ذلك.

ويرى العبدالهادي أن من المرجح أن تشهد السوق تخارجا بسيط للسيولة لكن الأخبار الجيدة من الأسواق العالمية والتحركات الجيدة للسوق ستدعم أداء المؤشر.

فيما يرى فدعق أن من المرجح أن تنخفض قيم التداول بشكل مبرر نتيجة الاجازة الطويلة لكن تأثير ذلك على السوق لن يكون كبيرا.

(رويترز)