روسيا... هذا هو الرَّد!

نشر في 16-07-2012
آخر تحديث 16-07-2012 | 00:01
No Image Caption
 صالح القلاب المفترض أن كل الأوراق الروسية المتعلقة بالأزمة السورية باتت مكشوفة وأنه لم يعد هناك صاحب عقل، لا يشكو حولاً في بصره ولا في بصيرته، إلا ويعرف أن يدي فلاديمير بوتين ويدي سيرغي لافروف غدت ملطخة بدماء أبناء الشعب السوري أكثر من يدي بشار الأسد ويدي شقيقه ماهر الأسد ويدي صهره آصف شوكت وأيدي باقي القتلة الذين ستكون نهايتهم كنهاية معمر القذافي وكل أعوانه وجلاوزته، الذين استباحوا كل المحرمات، وأذاقوا الشعب الليبي مرارة القهر والويلات على مدى أكثر من أربعين عاماً. كان بعض "البلهاء" لا يصدقون ما تراه عيونهم ويرفضون الاعتراف بأن روسيا، وبالطبع معها إيران، هي التي تخوض هذه المعركة القذرة ضد أبناء الشعب السوري، وأن لافروف هو الذي قاد هذه الحرب البربرية سياسياً وأيضاً عسكرياً وأنه لا أمل بإمكانية تغيير الموقف الروسي ولو بمقدار قيد أنملة وأن زيارة كوفي أنان، الذي من المفترض أنه مندوب الجامعة العربية والأمم المتحدة، اليوم لموسكو ستكون مثلها مثل سابقاتها مجرد سمسرة لحساب بشار الأسد ونظامه. لا يجوز أن يبقى بعض "البلهاء" وبعض الطيبة نواياهم والنظيفة قلوبهم يبحثون عن أثر الذئب بينما الذئب واقف أمامهم ومكشر عن أنيابه، والمفترض أن المترددين والذين تنقصهم الخبرة والمعرفة بألاعيب الأمم ومؤامرات الدول قد اكتشفوا بعد نحو عامٍ ونصف أن معركة بشار الأسد ضد شعبه كانت بالفعل معركة روسيا مع أن لافروف بقي يحاول أن يلعب لعبة الخصم والحكم في الوقت ذاته خلال كل هذه الفترة. لقد تكشفت الأمور، وأصبح كل شيء واضحاً وبخاصة عندما بادرت موسكو إلى استئناف عملية ضخ الأسلحة التي لم تتوقف إلى جيش النظام السوري، وعندما لم تخجل من أن ترسل بوارجها إلى قواعدها البحرية في طرطوس حين كان وزير خارجيتها يستقبل ممثلين لبعض فصائل المعارضة السورية. إن المفترض أنه لم يعد خافياً على أحد أن الشعب السوري منذ اللحظة الأولى لانطلاق ثورته بقي يواجه حلفاً جهنمياً وشيطانياً، يضم بالإضافة الى هذا النظام الذي هو باقي ما تبقى من ظاهرة الأنظمة الديكتاتورية البائسة التي طوى صفحتها التاريخ، روسيا التي لاتزال تحلم باستعادة "أمجاد"! المرحلة الستالينية، وإيران التي يأتي اصطفافها إلى جانب نظام بشار الاسد كاصطفاف طائفي بغيض، ويضم أيضاً للأسف الصين التي لا يُعرَف لماذا ورَّطت نفسها في هذه الورطة، ولماذا اتخذت هذا الموقف المستغرب الذي أفقدها سمعتها الطيبة وأفقدها صداقة العرب الذين كانوا يكنون لها الاحترام والتقدير. إنه من غير الممكن أن تتراجع روسيا عن هذا الموقف المخزي الذي جعل يدي فلاديمير بوتين ملطختين بدماء أطفال سورية، ولهذا فإنّ على العرب الذين يوجعهم وجع الشعب السوري أن يبادروا إلى الرد على هذا الموقف الروسي بما يجعله مكلفاً بأن يجمدوا كل الاتفاقيات الاقتصادية مع هذا البلد "المعادي"، بل وأكثر من هذا أن يطردوا كل سفرائه من عواصمهم. أما أن تبقى الأمور على ما هي عليه الآن، فإن الروس سيواصلون ألاعيبهم لشراء المزيد من الوقت لبشار الأسد ونظامه، وسيواصلون ألاعيب منع مجلس الأمن الدولي من اتخاذ موقف حاسم ورادع إزاء هذه المذبحة المتواصلة والمتصاعدة، ولذلك فإن هذا هو الرد على هذا البلد الذي غدت يداه ملطختين بدماء الأطفال السوريين، والذي هو في حقيقة الأمر الذي أبقى النظام السوري صامداً كل هذه الفترة.
back to top