عندما تمشي في شارع العرب العتيد تشعر كأنك في إحدى العواصم العربية، فالليل مثل النهار لا أحد ينام، وهو ليس مثل الأحياء السكنية الهادئة التي تعلن الهدوء بمجرد غياب نهار اليوم، بل إن محلاته تظل تعمل بشكل متواصل حتى منتصف الليل.

Ad

يُعرف شارع "إدجوار رود" بوسط العاصمة البريطانية لندن بأنه الشارع التجاري الرئيس للعرب في لندن بصفة خاصة، بل إن كل من يزور هذه البلاد لابد أن يمرّ على هذا الشارع سواء للمشاهدة أو على أقل تقدير لاحتساء مشروب ساخن أو بارد من المقاهي العربية المنتشرة فيه.

وبما أنه شارع العرب نظراً للوجود العربي اللافت فيه فإن العبارات العربية التي تتصدر محلاته تلفت الأنظار بشدة وعكس بعض المدن الأوروبية الأخرى سمحت الحكومة البريطانية ممثلة في بلدية العاصمة بوضع العبارات العربية لتسهيل مهمة من يريد أن يتسوق فيه مادام الأمر لن يخالف القوانين طبعاً، اضافة الى اللوحات باللغة الانكليزية.

وعندما تمشي في هذا الشارع العتيد تشعر كأنك في احدى العواصم العربية، فالليل مثل النهار لا أحد ينام، وهو ليس مثل الأحياء السكنية الهادئة التي تعلن عن الهدوء بمجرد غياب نهار اليوم، بل إن محلاته تظل تعمل بشكل متواصل حتى منتصف الليل.

ونظراً لأن ثلاثة أرباع المحلات تعمل في المأكولات والمشروبات فإنه قانوناً من حقها أن تظل مفتوحة طوال اليوم، ولكن هذه الأيام يشعر اصحاب المحلات بالخوف الشديد لسببين: الأول لأن صيف هذا العام يختلف عن سابقه حيث هو صيف الاولمبياد المنتظر، والثاني من تشدد السلطات عليهم في الاجراءات الروتينية، حيث تسمح لهم كالمعتاد في وقت الصيف بنوع من التساهل لجذب السائح العربي.

شرطة الهجرة

ويقول أبومحمد العراقي، وهو صاحب مقهى صغير في منتصف الشارع، إنه من المنتظر أن نجد شرطة الهجرة ليلاً ونهاراً هنا، وهو أمر سيزعج الكثير من ضيوفنا رغم أنها الفترة الوحيدة التي يمكن أن نسميها بالمربحة في السنة.

ويضيف: "لقد أرسلت إلينا البلدية منذ أيام تحذيراً بشأن تلافي إخفاء أي مقيم بشكل غير شرعي ونحن لا نؤوي أحداً ولكن نريد ايضاً لأعمالنا أن تستمر".

ورغم الحذر بشأن الاولمبياد فإن أصحاب مكاتب العقارات يشعرون بالسعادة الغامرة لأن نسب الحجوزات تجاوزت الحدود العادية بكثير، هذا رغم أن مقر الالعاب سيكون بمنطقة "ستراتفورد" بأقصى شرق العاصمة وهي تبعد حوالي ساعتين بمترو الانفاق العادي لكن وسائل المواصلات التي ستربط منطقة الالعاب بوسط العاصمة ستكون كثيرة للغاية وستسهل المهمة على من يأتي ليقطن شقق او فنادق ادجوار رود.

وتبلغ سعر التذكرة العادية لمترو الانفاق من محطة ادجوار رود الى ستراتفورد حوالي 7 جنيهات إسترلينية (10 دولارات تقريباً)، وهي تذكرة تسمى بتذكرة اليوم الواحد يستطيع من خلالها الفرد استخدام جميع وسائل النقل الحكومية في الحدود بين ادجوار رود وستراتفورد، مع العلم بأنه يتم تغيير القطار في محطة كينجز كروس الى اللون الفضي او "جوبلي لاين" ليذهب مباشرة الى ستراتفورد.

ووصل سعر تأجير الشقة (مكونة من غرفة وصالة) في منطقة ادجوار رود من الآن الى 2500 جنيه استرليني (3000 دولار) خلال وقت الاولمبياد مع العلم بأن نفس الشقة كانت تؤجر بمبلغ لا يزيد على 300 جنيه استرليني (500 دولار تقريباً) في الأوقات العادية وستصل أسعار الغرف في الفنادق متوسطة المستوى الى 400 جنيه إسترليني (750 دولاراً) بالليلة الواحدة.

أما في منطقة الألعاب او المناطق القريبة منها مثل ويستهام وإيستهام وتوتنهام فإن القيمة ربما تصل الى أرقام قياسية جديدة لم تصل اليها من قبل، فسعر الغرفة يمكن أن يتجاوز 600 جنيه استرليني (850 دولاراً) في الليلة والحجز لابد ان يتم من الآن وإلا الاجابة التقليدية "ليست هناك أماكن".

وسيصل سعر المشروبات الخفيفة خلال وقت الألعاب الى أسعار قياسية، فمثلاً علبة المياه الغازية سترتفع الى 5 جنيهات بدلاً من جنيه ونصف كما هي عليه الآن، والساندويتش الصغير سيكون ثمنه 4 جنيهات بدلاً من جنيهين والكبير بضعف القيمة.

العربية نت