• عودة خجولة للاجئين الفلسطينيين إلى «اليرموك»  • الأمم المتحدة: النزاع السوري يأخذ منحىً طائفياً متزايداً 

Ad

في وقت تواصل القتال في معظم مناطق ومحافظات سورية، سعى مقاتلو المعارضة السورية إلى تحقيق تقدمٍ مهمٍ على الأرض، إذ شنوا هجمات على حواجز القوات النظامية في بلدات حماة لقطع طرق الإمداد عن العناصر التابعة للنظام في إدلب.

في محاولةٍ منهم لقطع طريق إمداد القوات النظامية المتجهة إلى محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، شن المقاتلون المعارضون السوريون أمس، هجمات على حواجز للقوات النظامية في إحدى بلدات محافظة حماة (وسط).

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: «تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب ينفذون هجوماً على حواجز للقوات النظامية في بلدة مورك الواقعة على طريق حلب دمشق الدولي» إلى الجنوب من مدينة خان شيخون.

وأشار إلى وجود «ثمانية حواجز للقوات النظامية ومركزين أمنين وعسكريين» في البلدة التي سيتمكن المقاتلون المعارضون في حال السيطرة عليها «من قطع خطوط الإمدادات عن محافظة إدلب في شكل كامل من حماة ودمشق».

أما في ريف دمشق، فأفاد المرصد عن تعرض بلدات عدة في الغوطة الشرقية للقصف من القوات النظامية، تزامناً مع «اشتباكات مع مقاتلي الكتائب المقاتلة على الطريق المتحلق بالقرب من بلدة زملكا».

كذلك، طاول القصف مدينتي دوما وحرستا شمال شرق دمشق بعيد منتصف ليل أمس الأول، بحسب المرصد.

عودة خجولة

في غضون ذلك، بدأ مئات اللاجئين الفلسطينيين صباح أمس، بالعودة إلى مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية، للإقامة في منازلهم أو لإخراج أغراضهم منها، على رغم استمرار إطلاق النار في شكل متقطع.

وروى عضو في إحدى المنظمات الإنسانية التي تقدم مساعدات للاجئين أن العديد من هؤلاء يريدون العودة «بدلاً من النوم في العراء بسبب الأمطار المتساقطة بغزارة»، بينما يأخذ آخرون حاجياتهم «لاقتناعهم بأن النزاع سيطول».

وأشار إلى أن الجنود السوريين «لا يسمحون بعبور السيارات، ويحذرون الداخلين إلى المخيم من أنهم يقومون بذلك على مسؤوليتهم الشخصية».

وقال أحد السكان بعيد خروجه ان «مقاتلي الجيش السوري الحر الذين كانوا متواجدين بالآلاف في المخيم، غابوا إلى حد كبير. ثمة عدد منهم في بعض الأزقة يشربون الشاي ويدخنون النارجيلة».

لكن مساعي تحييد المخيم عن النزاع لم تصل بعد إلى نتيجة، مع تأكيد أحد المقاتلين المعارضين أن هؤلاء لن يغادروا «قبل أن يقوم الجيش النظامي بالمثل».

من ناحية أخرى، اعتقلت الاستخبارات العسكرية السورية قريبيّ نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، المعارض والناشط السلمي في الحراك السوري د. زيدون الزعبي (38 عاماً) وشقيقه صهيب (22 عاماً)، وخمسة من زملائهما من مقهى في مدينة دمشق» واقتادتهم إلى أقبية الفرع 215 التابع لها.

منحى طائفي

في غضون ذلك، خلص أحدث تقرير لمحققين تابعين للأمم المتحدة في سورية إلى أن النزاع السوري بدأ يأخذ منحى طائفياً متزايداً، متهماً القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها باستهداف المدنيين السنّة، والقوات المعارضة للحكومة باستهداف العلويين والأقليات الموالية للنظام.

وأوضح التقرير أن «الخطوط الطائفية تقع بشكل أساسي بين الطائفة العلوية التي تنتمي إليها معظم الشخصيات السياسية والعسكرية، والغالبية السنية التي تدعم بشكل عام المجموعات المسلحة المعارضة للحكومة (وليست بالضرورة في صفوفها)».

وذكر المحققون أن «القوات الحكومية والميليشيا التابعة لها هاجمت مدنيين سنّة»، وفي المقابل قالت اللجنة انها «تلقت تقارير ذات مصداقية عن أن مجموعات مسلحة معارضة للحكومة تهاجم العلويين وأقليات أخرى موالية للنظام».

وأشار إلى أن الأقليات مثل الأرمن والمسيحيين والدروز والفلسطينيين والأكراد والتركمان قد تم جرّهم إلى النزاع، موضحاً أن «الشعور بالتهديد والتعرض للهجمات، دفع الأقليات الإثنية والدينية إلى الانضمام أكثر إلى أطراف النزاع ما عمّق الانقسامات الطائفية». وأضاف أن «الأرمن الأرثوذكس وغيرهم من المسيحيين والدروز سعوا للحصول على الحماية عبر الوقوف إلى جانب الحكومة، وهو ما أدى إلى تعرضهم إلى هجمات المجموعات المعارضة المسلحة».

وأشارت اللجنة إلى أن «المقاتلين الأجانب الذين يتسللون إلى سورية للانضمام إلى المجموعات المعارضة المسلحة أو للقتال بشكل مستقل إلى جانبها، هم سنّة يأتون من دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لذلك فإن الطبيعة الطائفية المتزايدة للنزاع تشكّل دافعاً للاعبين آخرين للدخول إلى النزاع».

(دمشق ــ أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)