من أبرز النشاطات التي تصدرها الكويت للعالم الإسلامي هي النشاطات المميزة التي تقوم بها لجان الزكاة والخير، حيث تستحق الكويت أن تكون "عاصمة الخير"، نظراً للحجم الهائل للتبرعات الحكومية، والشعبية، التي تبزغ من هذه الأرض الطيبة بعطاء وجهود أهلها المحسنين، وسيكون موضوعنا اليوم عن التبرعات الشعبية، أو لجان الخير، وعلى رأسها بيت الزكاة في هذا البلد الكريم.

Ad

اللجان الخيرية، في الكويت كثيرة، بل إنها أضحت إحدى معالمها، ومن طبيعة الأشياء في أي عمل، وجود ملاحظات وأخطاء مثلما توجد الحسنات والإدارة الصحيحة، فمن يعمل ربما يخطئ، وهي أخطاء معظمها اضطرارية وتقع عن حسن نية أو غير مقصودة، لأن تلك اللجان الطيبة أحياناً ما تواجه معاملة غير لائقة من قبل مؤسسات الإشراف، أو تواجه تشكيكاً ظالماً من قبل سياسيين لا هم لهم إلا الذم والحط من إنجازات هذه اللجان، وما أكثر التهم التي وجهت إلى تلك اللجان المباركة، وهي تهم أغلبها من أناس يجهلون الطبيعة الحقيقية لعملها، وإلا فهل هناك عاقل يوجه تهمة دعم الإرهاب إليها أو تمويل نشاطات سياسية أو انتخابية؟ فمن يوجه هذه التهم إما أنه يجهل حقيقة هذه اللجان وإما أن يكون في قلبه مرض.

لن أتوسع في الحديث عن الأخطاء، فهي على أي حال ملاحظات وليست أخطاء بالمعنى المعروف، لكني سأتحدث عن كيفية دعم  لجان العمل الخيري، ومساعدتها حتى تقوم بدورها على أكمل وجه، وأكبر مشكلة تؤرق مضاجع القائمين على هذه اللجان هي المقرات، فما أكثر ما يتم استئجار المقرات بمبالغ باهظة مما يؤثر أحياناً على الدخل المتوقع للجنة. فلماذا لا يتم تخصيص مقرات مجانية في المرافق العامة لهذه اللجان وتوفير مبالغ الإيجارات الباهظة التي تدفعها للمؤجرين؟

وبطريقة تشابه مثلاً تخصيص الأراضي للبنوك في المناطق، أقترح أن تحدد قطعة أرض بقياس معين لكل لجنة في أماكن بارزة على شارع رئيسي مثلاً أو في المرافق الخدمية للمناطق، أو بناء مجمع في كل محافظة يضم كل هذه اللجان وتخصص لكل لجنة مساحة كافية، وأن يسمى مجمع الزكاة أو الخير، وأن يكون كأحد المرافق الأساسية في أي محافظة.

بطبيعة الحال سيوفر هذا الاقتراح مبالغ هائلة سيتم تحويلها إلى الأهم، وهم المحتاجون ومتلقو المساعدات من هذه اللجان.

أسأل الله عز وجل أن يعيننا جميعاً وأن يغنينا من فضله، وصلى الله على نبينا الكريم القائل: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء".

ويقول الله تعالى: "والذين في أموالهم حق معلوم، للسائل والمحروم"... سورة المعارج - الآيتان (24- 25).