إن المساس القذر بالرسول الأكرم- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وخاصة من قبل المسلمين لا يعكس سوى درجة الانحطاط وحجم الخسارة التي نعانيها، وعمق المرض الذي استشرى فينا وليس أي شيء آخر، فذلك المقام القدسي منزه ومطهر منذ الأزل وإلى الأبد من لدن العلي الأعلى.

Ad

فعلاً شيءٌ يدمي القلب وتقشعر له الأبدان، أن يتم التعرض لمقام النبوة وأبهى مقام مقدس للبشرية وسيد الخلائق أجمعين، وعجباً كيف يمكن لأي مسلم حتى مجرد التفكير ليس في مسّ الذات المحمدية أو التطاول والتجاسر على معدن الصفاء والعطاء، وإنما ذكر اسمه دون أن يتحف قلبه ولسانه وروحه بالصلاة والتسليم عليه (صلوات الله عليه وعلى آله وسلم).

إن المساس القذر بالرسول الأكرم- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وخاصة من قبل المسلمين لا يعكس سوى درجة الانحطاط وحجم الخسارة التي نعانيها، وعمق المرض الذي استشرى فينا وليس أي شيء آخر، فذلك المقام القدسي منزه ومطهر منذ الأزل وإلى الأبد من لدن العلي الأعلى، أما الويل والثبور والعار لمن تسول له نفسه لمثل هذه الحماقات.

ولذلك أيضاً فإن درجات الاستنكار واستقباح مثل هذه الأفعال المشينة من المسلمات والانتصار لرسولنا الأطهر قيمة مضافة لنا، ومعاقبة المسيء بارتكاب هذه الأفعال "الشينة" مسألة محتومة.

ولكن ما يخيف أكثر هو طبيعة ردود الأفعال التي واكبت التغريدة الملعونة، ومحاولات التكسب عليها في إطار الجو الطائفي الملبد والمقيت، لدرجة أنني كنت أتساءل هل وصلنا إلى هذا الحد من نبذ الآخر، وأن الاسم المقدس لرسولنا الأكرم- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لا يمكن أن يجمعنا؟ فمن جهة كانت التصريحات المدوية والمستنكرة، وهذا بالتأكيد يتناسب مع طبيعة العمل المنكر، ومن جهة أخرى كانت التبريرات بأن الموقع الإلكتروني الذي ذكرت فيه الإساءات مخترق ومسروق، وبين هذا وذلك ألقت القلوب ما في جعبتها من زفير طائفي مكنون ومعبأ، الأمر الذي كنا نحذر منه دائماً خلال السنوات الأخيرة.

وفي رأيي الشخصي، فإن الغرض الرئيسي من هذه الإساءة الخبيثة مهما كان مصدرها وممن كانت هو التحرش الطائفي، وردود الفعل الفورية والمباشرة أثبتت كيف يمكن لشخص واحد أحمق وجاهل تستدرجه العاطفة ويستهويه الحقد، أن يشعل فتيل فتنة سوداء، ولو بإقحام مقام سيد البشر والكون محمد- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فيها؟

نعم يجب أن يأخذ التحقيق الدقيق مجراه، وأن يكون القانون هو سيد الموقف، وأن تمارس مؤسسات الدولة دورها نيابة عنا جميعاً، وبالمقابل أن يكون لنا موقف ككويتيين ومسلمين بأن نتشارك معاً في الانتصار لنبينا وحبيب قلوبنا مهما اختلفنا سياسياً وفكرياً، وحتى في الاجتهادات الدينية لعل وعسى أن يكون ذلك دواءً لبعض مرضى النفوس والقلوب!