المولودون خلال طفرة الولادات بين عامَي 1945 و1965 عليهم، بحسب مراكز ضبط الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، الخضوع لفحص للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس «التهاب الكبد الفيروسي C}

Ad

(hepatitis C virus - HCV). تُعتبر هذه الفئة من الناس أكثر عرضة لهذا الفيروس من البالغين الآخرين بنحو خمسة أضعاف. قد يكمن هذا الفيروس بصمت في الكبد طوال عقود. ويتطور في حالة البعض إلى داء مميت، مثل قصور الكبد أو السرطان.

تعود توصية مراكز ضبط الأمراض والوقاية منها إلى التطورات الأخيرة في العلاج. يذكر الدكتور رايموند تشانغ، مدير طب الكبد في مستشفى ماساتشوستس العام وبروفسور في كلية الطب في هارفارد: «تتقدّم التطورات العلاجية كالنار في الهشيم». لكن عدد المصابين بهذا الفيروس في الولايات المتحدة وحدها يُقدّر بنحو 3.2 ملايين شخص أو أكثر، ومعظمهم لا يدرك ذلك.

لمَ التهاب الكبد الفيروسي C مصدر قلق؟

ينتقل التهاب الكبد الفيروسي C عادةً من خلال الاحتكاك بالدم الملوث وأحياناً خلال العلاقات الجنسية. ومن بين كل مئة شخص يتعرضون له، 20 يتخلصون منه ليعاني الثمانون الآخرون التهاباً مزمناً في الكبد.

قد يطور 20 ممن يعانون التهاب الكبد الفيروسي المزمن تلفاً خطيراً في الكبد (تشمع الكبد). وقد يموت خمسة منهم في النهاية نتيجة تشمّع الكبد أو سرطان الكبد. ويُقدَّر عدد الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد الفيروسي بخمسة عشر ألفاً سنوياً.

ماذا عن الفحوص وتحديد المراحل؟

يتطلب الكشف عن التهاب الكبد الفيروسي C الخضوع لفحص دم. بعد ذلك ينتقل الأطباء إلى «تحديد المراحل» بهدف معرفة ما إذا الكبد قد تضرر وإلى أي حد. قد تشمل هذه العملية إجراء فحوص دم وصور، إلا أن الفحص الأهم يبقى أخذ خزعة للتحقق من مدى تشمّع الكبد.

إن كان الكبد سليماً أو مصاباً بتشمّع بسيط، من الممكن أن يقرر الطبيب إرجاء العلاج لبعض الوقت. يشير الدكتور تشانغ: «يعني ذلك أن تطور المرض بطيء، وقد تمرّ سنوات قبل أن تتحوّل إلى مشكلة. أما إذا كان التشمع معتدلاً أو متقدماً، فيصبح العلاج ضرورة».

هل العلاج صعب؟

يتألف علاج التهاب الكبد الفيروسي C من مزيج من الأدوية المضادة للفيروسات. يختلف هذا المزيج بشكل طفيف وفق المتغيير الجيني أو النمط الجيني للفيروس الذي أصاب الكبد. تنجح العلاجات التقليدية في القضاء على هذا الالتهاب في 80% من الحالات، إلا أنها تتطلب حقناً أسبوعية من أحد الأدوية وجرعات فموية من دواء أو دوائين آخرين. قد يدوم العلاج من 24 إلى 48 أسبوعاً. أما التأثيرات الجانبية للحقن (يُدعى هذا الدواء بيغ-إنترفيرون peg-interferon) فتشمل الكآبة، القلق، وسرعة الغضب، فضلاً عن فقر الدم والتعب.

من حسن الحظ أن عدداً من الأدوية المضادة للفيروسات العالية الفاعلية، والتي تؤخذ عن طريق الفم، تخضع اليوم لتجارب سريرية متقدمة. وتُظهر النتائج الأولية أن معدلات الشفاء قد تصل إلى 100% مع تناول نوعين من الأدوية عن طريق الفم لمدة 12 أسبوعاً فقط. ويعتقد الدكتور تشانغ أن هذه الأدوية قد تصبح في متناول الناس في غضون سنتين إلى أربع سنوات.

إذاً، يستطيع مَن يحملون فيروس التهاب الكبد C ولا يعانون من تشمّع متقدّم الانتظار، من الناحية النظرية، انتظار الأدوية الجديدة متفادين التأثيرات الجانبية للعلاجات الراهنة التي تستند إلى الإنترفيرون.

قد يحمل تجنب الإنترفيرون فوائد كثيرة لمن بلغوا العقد الثامن أو التاسع من عمرهم وقد التقطوا الفيروس قبل نحو 30 سنة تقريباً. يقول الدكتور تشانغ: «ثمة مجموعة من المرضى باتت في مرحلة متقدّمة من المرض، ولا شك في أنها قد تستفيد من علاج تأثيراته الجانبية محدودة».

هل يؤدي الخضوع للفحوص إلى تأثيرات جانبية؟

 

يمكن لفحوص التهاب الكبد الفيروسي أن تقي 20 من كل 100. فلولا هذه الفحوص قد يقع هؤلاء فريسة تشمّع الكبد، علماً أن 60 منهم ربما لا يعانون أي مرض خطير. يذكر الدكتور وليام كورموس، رئيس تحرير مجلة Men’s Health Watch التابعة لجامعة هارفارد: «لا يعاني معظم المصابين بفيروس التهاب الكبد الفيروسي C أي عوارض ولا يمرضون أو يموتون بسبب داء في الكبد. إذاً، يمكن للفحوص أن تكشف الإصابة بالفيروس لدى كثيرين ممن لن يستفيدوا من تشخيص حالتهم. وقد يسبب لهم هذا التشخيص الخوف من الإصابة بمرض مزمن ومعاناة تأثيرات العلاج الجانبية البشعة».

إذاً، لفحوص التهاب الكبد الفيروسي C سلبيات وإيجابيات. نتيجة لذلك، يعتبر بعض الخبراء والأطباء ألا ضرورة لإخضاع أعداد كبيرة من الناس لهذه الفحوص.

ناقش مع طبيبك عوامل الخطر ومدى تعرضك لهذا الداء، وقررا معاً الأفضل.