عروش الأبد تتهاوى
![فوزية شويش السالم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1555928838345230500/1555928850000/1280x960.jpg)
وقد كشفت محطة الـ»إم بي سي» التلفزيونية عن منظمة تدعى «كانفاس» أنشئت عام 2008 لإحداث الانقلابات الناعمة في الدول التي تحكمها أنظمة قمعية وعلى رأسها بالطبع الدول العربية، وذلك عن طريق استدراج هذه الأنظمة في فخ الزعزعة التي تمت عن طريق الثورات الشبابية المسماة بالربيع العربي، والتي قادها شباب تم تدريبهم في صربيا وتركيا وأميركا ولبنان وبولندا، ورعتها منظمة «كانفاس» التي أنشأها كل من جمس جلاسمان، وجيرارد كون، وبقيادة تحالف مع أسماء كبيرة في القطاع الخاص الأميركي مثل الـ»فيسبوك»، و»غوغل»، وبرعاية ومباركة وزارة الخارجية الأميركية للمنظمة التي سُميت بتحالف حركة الشباب. وبالفعل سقطت الحكومات القمعية المتمترسة في الحكم لعقود عديدة لا تنتهي ولا تنفك ولا تنحل إلا بموت صاحبها، فلم تعرف الدول العربية حاكماً حكم بمدة قانونية محددة بزمن رئاسة معين وينتهي، بل كل أنظمة الحكم ملوكية أو أميرية أو رئاسية ليس لها مدة حكم محدودة، ولا تنتهي إلا بالموت سواء كان موتاً طبيعياً أو عن طريق الثورة والانقلابات والقتل، وبقدوم حاكم آخر يقوم بذات دور الحاكم الذي سبقه، وربما أيضاً ينتهي بنفس مصيره. مضحك تاريخ حكامنا العرب، فكلهم شخصيات درامية عجيبة تصلح لإعداد الكثير من المواد الفنية، سواء كانت كتابات أدبية أو تلفزيونية أو سينمائية، فكل منهم تمتع بشخصية غرائبية نادرة، فمن صدام حسين إلى القذافي، ومبارك وشلة أنجاله وزوجته، وزين العابدين، وحاكم اليمن وكل السائرين على الطريق المفتوح بيد أميركا، والذي لا نعلم إلى أين تنتهي خريطته، وإلى أين يقود حكامنا العرب وشعوبهم المغلوبة على أمرها لمئات السنين، والتي حصلت على حريتها وتحررها، لكنها لا تعرف كيف تستثمرها، فهي لم تُدرب عضلاتها بعد لتعرف كيف تستفيد من حريتها وفق مفهوم الاستغلال «الصح»، وبالتالي ستدخل أميركا مرة أخرى من الباب الواسع في هذه المرة لتعلمها وفق خطة وسيناريو معد وممهد منذ عشرات السنين كيف تعيش كل مجموعة حريتها بعيدة عن مجموعتها، وبالتالي ستتوالد تلك الحريات الصغيرة عن مجاميع مقسمة لدويلات صغيرة يسهل حكمها وقيادتها.