بعد الاطلاع على آراء كثيرة لعلماء النفس والاجتماع في أمور تتعلق بتربية الأبناء، نلاحظ وجود نصيحتين لم تفارقا الآراء كافة تقريباً. تقول الأولى بضرورة الحزم عند منع الطفل من عمل ما وهي خطوة تتعلق بالأم على وجه الخصوص. وتؤكد النصيحة الثانية أهمية أن يحضر الوالدان النشاطات التي تتعلق بأولادهما.

Ad

فيما تسمحين لابنك بالتفلت من عواقب أفعاله، يُضطر 10 ملايين ولد حول العالم إلى مواجهة عواقب أفعالهم ودفع ثمنها والتعلم منها، ما يزيدهم صلابة وقوة وذكاء.

في يوم من الأيام، سيصبح أحد هؤلاء مدير ابنك في العمل ولن يسمح له بالتهرب من عواقب أفعاله.

إذاً، ماذا تفعل الأم حين يرفض ابنها بعناد القيام بأمر تطلبه منه أو يصر على أمر نهته عنه؟ الحل بسيط وإنما صعب. يكفي أن تقول «لا».

إن أصيب الولد بنوبة الصياح والبكاء المعهودة، امنحيه بعض الوقت ثم أوضحي له (لا تعظيه) عواقب عمل مماثل ولما تفرضينها عليه. مثلاً، لتنمي لديه سلوكاً يساعده على الفوز بالسعادة والنجاح في المستقبل.

لا تتراجعي عن كلامك، وإن كنتما في السيارة، عودي إلى المنزل، أو على الأقل اركني السيارة جانباً بكل هدوء وأطفئي المحرك وأخرجي المفتاح وانتظري الرد. احرصي على اختيار عواقب يمكنك فرضها على ولدك.

أتحتاجين إلى حافز يشجعك على التمسك بقرارك؟ إليك ما قد يساعد: تخيلي كم سيكون ولدك فاشلاً وتعيساً إن كبر من دون أن ينمي ضبط النفس. ليس هذا بالأمر الصعب. إن كنت لا تفرضين على ولدك العواقب التي تحددينها، فأنت أيضاً تفتقرين على الأرجح إلى ضبط النفس. لعل هذا ما يعيقك عن تحقيق مقدار أكبر من النجاح والسعادة في الحياة.

يساهم تأديبك ولدك بواقعية وجدية في تقوية شخصيته وتعزيز ضبط النفس لديه في المستقبل.

ضبط النفس

إن لم تقولي «لا» لرغباته ونزواته اليوم، فلن يتحلى ولدك بضبط النفس الذي يحتاج إليه ليحقق ما يصبو إليه غداً.

النصيحة الثانية التي لا يجب أن تفارق ذهن الوالدين: أيها الآباء، خصصوا وقتًا لأولادكم. يقول جميل وهو مدير عام إحدى الشركات المهمة: «لقد صوّرت ككل الآباء بكل عروض الرقص والغناء والمسرح التي شارك فيها أولادي، ولم أفوت أياً من مبارياتهم». لقد أصر هذا الوالد المشغول جداً على أن يكون موجوداً في اللحظات أو الأوقات المهمة كافة في حياة أولاده.

يعتبر عماد، وهو مدير عام أيضاً، أن حضور اجتماعات الأهل هو أمر يستحيل عليه تفويته تحت أي ظرف. أما سمير الذي يعمل مديراً في شركة اتصالات فهو يصر على إيصال أولاده بنفسه الى المدرسة.

إن كان هؤلاء قادرين على القيام بذلك، فلا حجة لك، خصوصاً وأن تخصيص الوقت لأولادك أمر ضروري لبناء شخصيتهم. تقول سمر وهي محللة نفسية: «يحتاج أولادكم أن تعجبوا بهم، فهم يحيون من خلال نظرة أهلهم إليهم».