الأمير سلمان... صديق الكتاب والصحافيين!!
المفترض أن الكتّاب والصحافيين والمثقفين، عرباً وسعوديين، هم الأكثر ترحيباً بتولي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولاية العهد في المملكة العربية السعودية فهو لأنه ليس جديداً على مواقع المسؤولية الأولى في هذا البلد، الذي يشكل الحلقة الرئيسية في السلسلة العربية، فإن علاقات متينة ودائمة ومتواصلة بقيت تربطه بكثيرين من هؤلاء، وقد كان ولايزال يشعرهم أنه واحد منهم وأنه يتابع متابعة حثيثة كل ما يكتبونه في صحف تحتل خريطة الوطن العربي كلها حتى قبل ثورة "التقنيات" الإعلامية.لا يمكن إلا يتندر الإعلاميون والصحافيون والمثقفون العرب عندما يلتقون في مؤتمر من المؤتمرات أو في ندوة من الندوات بمتابعة الأمير سلمان بن عبد العزيز لكتاباتهم في كل الصحف والمطبوعات التي يكتبون فيها، واتصاله بالعديد منهم للسؤال عن موقف والاستفسار عن رواية وعن القصد مما قيل حول حادثة معينة، وعادة فإن اتصالاته تأتي في ساعات الصباح المبكرة عندما يكون هؤلاء يغطون في نوم عميق ويسبحون في أحلام ربما أن بعضها وردي وأن بعضها الآخر كوابيس مرعبة ومخيفة.
ولأنني من بين هؤلاء الذين جرت العادة أن تداهمهم اتصالات الامير سلمان المفاجئة في ساعات الصباح المبكرة، فإنني مازلت أعجب وأتعجب كيف بإمكان هذا الإنسان النادر فعلاً الذي بقي في مواقع المسؤولية الرئيسية، في دولة هي بحجم قارة ومسؤولياتها العربية والإسلامية والدولية وأيضاً الداخلية هي هذه المسؤوليات الهائلة، لأكثر من نصف قرن أن يجد وقتاً لمتابعة معظم هؤلاء الكتاب والصحافيين، وأن يقرأ قراءةً ناقدة أهم ما تنشره الصحف العربية وتتداوله وسائل الإعلام وبخاصة بعد ظهور المحطات الفضائية. حتى عندما كان أميراً لمدينة الرياض "العاصمة"، التي حوّلها إلى واحدة من أجمل مدن العالم، والتي كانت مجرد قرية في بدايات خمسينيات القرن الماضي، وأصبحت تحتضن نحو ستة ملايين ساكن وأكثر، وغدت أكبر بعشر مرات من بعض الدول الصغيرة، فإن الأمير سلمان، كما يقول الذين رافقوه في رحلة المسؤولية الطويلة هذه، يبدأ يومه في الساعات المبكرة، وإنه دائماً وأبداً يكون أول الواصلين وآخر المغادرين، وإنه في كل يوم يستقبل العشرات وفي بعض الأحيان المئات، ويترأس العديد من الاجتماعات، ومع ذلك ورغم كل هذه المتاعب فإنه يجد وقتاً ليكون مبتسماً بصورة دائمة، وأن يشغل ساعات راحته في الأماسي بمتابعة أصحاب مهنة المتاعب وقراءة معظم ما تنشره الصحف العربية الرئيسية أو على الأقل الاطلاع عليه.عندما يُذكر أمامه اسم كاتب أو صحافي، من الذين يطلون على قرائهم من خلال صفحات الصحف العربية الرئيسية التي تعتبر أن لها دوراً في صناعة الرأي العام، فإنه كثيراً ما يبادر إلى الحديث عن آخر مقالٍ له مركزاً على بعض المفاصل الرئيسية والنقاط الهامة، وحقيقة أن ما لا يعرفه كثيرون حتى من بين زملاء مهنة المتاعب هذه هو أن الأمير سلمان لا يتصل بأي صاحب مقالٍ إلا لإبداء إعجابه، وأنه لم يتصل في أي يومٍ من الايام بأيٍّ من هؤلاء للاعتراض على موقف أو الاحتجاج على وجهة نظر أو فكرة أو استنكار رأي.والآن وقد أصبحت مسؤوليات الأمير سلمان أضعافاً مضاعفة بعدما منحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هذه الثقة الغالية فأصبح وليَّ عهده الأمين، فإنّ على كل الذين عرفوا هذا الإنسان الرائع عن قرب، من عربٍ وسعوديين، ألا تساورهم أي مخاوف بأن هذه المسؤولية العظيمة، أعانه الله على حملها والقيام بها، لن تغير أي شيء مما جرت العادة عليه، وأن تواصله مع الأوساط الصحافية والكتابية والثقافية سوف يزداد ويتعاظم وإنْ كان كل هذا سيتم على حساب راحته لا على حساب مسؤولياته ومشاغله.