يحكى أن امرأة اشتكت لجارتها من وجود "فأر" في منزلها سبب لها الكثير من المتاعب، وأنها لم تتمكن من اصطياده في شتى الطرق، فنصحتها الجارة بشراء قطة، وهذا ما كان، وبالفعل، تمكنت القطة من القضاء على الفأر، إلا أنها تسببت في متاعب أكبر من تلك التي ارتكبها الفأر نفسه! عندها، اشتكت تلك المرأة مجدداً لنفس الجارة، حيث نصحتها الأخيرة هذه المرة بشراء "كلب"!
وبسبب العلاقة العدائية بين القط والكلب، تمكن ذاك الأخير من القضاء على القطة، واستحوذ بدوره على مقدرات بيت تلك المرأة المسكينة! واستمر مسلسل العناء، فنصحتها الجارة باستقدام "أسد"! وهذا ما كان، حيث طرد الأسد الكلب، ونصّب نفسه ملكاً على ذلك البيت! وبعدما استفحلت المشاكل في ذلك البيت، أخبرتها الجارة بأن "الفيل" هو وحده القادر على الوقوف في وجه ملك الغابة، فلم يكن أمام تلك المرأة اليائسة سوى الاستعانة بقدرات الفيل، وبعد معركة ضارية، تسببت بهدم معظم أعمدة المنزل وتكسير الأثاث، أخرج الفيل الأسد، وتوسّط منزل تلك السيدة!عند ذلك، تحركت الجارة باتجاه السيدة الجالسة أمام منزلها الخرب، وهمست في أذنها:"إن الفيَلة تخاف من الفئران"!!وللعلم، إنها مجرد قصة تراثية أردت مشاركتكم بها، وحكاية من نسج الخيال لا تمتّ إلى الواقع بِصلة، فليبتعد هواة التأويل عن فكري المتواضع، وليسقطها فلاسفة الإسقاطات السياسية حيث يريدون، وليبتعدوا عني، فلا أريد الاكتواء بنارهم!إن واقعي السياسي والاجتماعي جميل، و"الأغلبية" تحبني كثيرا. نعم، إن "بومساعد" لا يتهمني بالعمالة للخارج كل صباح، وأسامة يجاهد ليل نهار دفاعاً عن حرية عقيدتي، والثالث يحتضنني "بعنف شديد" إلى درجة الاختناق، والرابع لا يريد إقصائي نهائياً!كما أني أمتلك "أقلية" متفانية تمتلك "مشروعاً وطنياً" لا أعرفه، ولديها "رؤية" لم أرها! تستميت دفاعاً عن حكومة "غائبة مغيبة" وتتحدث باسمي ليل نهار، إلا أني لا أفهم ما تقول! أقلية تعشق الكلام عن "المظلومية" وتهوى قارب الحكومة، وتتمسك به حتى لو احترق وغرق وسط البحر، وتدفعني إلى الغرق معها في هذا القارب بحجة "الولاء"!خربشة: ارفعوا سقف البكاء تارة، والمظلومية تارة أخرى، فلن تكونوا رقما في المعادلة، ما لم تثوروا على الخانة "الصفرية" التي سجنتم أنفسكم داخلها!
مقالات
في بيتنا فأر!
16-10-2012