في ظل التزام بالمقاطعة من التيارات والقوى السياسية والكتل البرلمانية وشخصيات مستقلة، أسدل أمس ستار الترشح لانتخابات مجلس الأمة المقبل على 387 مرشحاً، بزيادة 27 مرشحاً عن انتخابات المجلس المبطل، ليبدأ حراك إسقاط المجلس الجديد ومقاطعة التصويت في يوم الاقتراع.

Ad

وظهر جلياً من خلال المواقف والتصريحات ان قفل باب الترشيح فتح باب المقاطعة على مصراعيه. وبدت كتلة المقاطعة على مختلف تلاوينها متماسكة. وسجلت كل التيارات والقوى السياسية التزاماً واضحاً تجاه قرار عدم المشاركة، في موقف يعكس حجم المعارضة الشعبية لمرسوم الصوت الواحد. وامتنعت قوى المعارضة عن الترشح رغم الضغوط المختلفة، وهي تمثلت في كتلة الأغلبية النيابية، والحركة الدستورية الاسلامية، وتجمع نهج، والجبهة الوطنية لحماية الدستور وتحقيق الإصلاحات السياسية، والتيار التقدمي الكويتي، وحركة الإصلاح الكويتية "حراك"، ومظلة العمل الكويتي "معك"، والحركة الديمقراطية المدنية "حدم"، إضافة إلى التحالف الوطني والمنبر الديمقراطي وكتلة العمل الوطني وشخصيات مستقلة. كذلك قاطع التجمع السلفي الانتخابات باستثناء علي العمير.

وبينما استمر الحشد لتجمع "إرادة أمة" في ساحة الإرادة غداً، قررت حملة "قاطع" تأجيل فعالية النزول إلى ساحة الإرادة التي كانت مقررة الاثنين المقبل إلى الأحد 18 الجاري.

وقالت الحملة، في بيان أمس، إنها قررت التأجيل حتى لا تتعارض فعاليتها مع تجمع "إرادة أمة" غداً، وذلك "انطلاقاً من مصلحة القضية، ولإيماننا بأن هذا التضارب من شأنه إرهاق الشارع"، مبينة أن المقاطعة تتطلب تضافر كل الجهود لنجاحها.

وأضافت: "بما أننا نعيش احتفالية اليوبيل الذهبي للدستور فإننا نقسم على أننا سنظل مخلصين للدستور، وسندافع عن مكتسباتنا الدستورية والشعبية؛ لضمان استمرار دولة المؤسسات والدولة المدنية".

وعلى الصعيد نفسه، أكد النائب السابق صالح الملا أنه سيشارك في تجمّع ساحة الإرادة غداً، مشيراً إلى أنه اعتذر عن عدم إلقاء كلمة خلال التجمع، وسيكون مشاركاً فقط. وقال الملا لـ"الجريدة" إن شباب مجموعة "قاطع" قرروا تأجيل تجمع الاثنين الذي دعوا إليه إلى الأحد 18 الجاري، بسبب كثرة التجمعات هذا الأسبوع "وأنا مع كل ما يتخذه الشباب ويرونه مناسباً".

من جهة أخرى، كشف الملا أنه كلف المحامي عبدالله الأحمد النظر في إمكانية الطعن في مرسوم الصوت الواحد، مؤكداً أنه "سيتم الطعن فيه ما دمنا نريد مخرجاً دستورياً".

بدورها، أشادت كتلة الأغلبية المبطلة بالتزام أعضائها بمقاطعة الانتخابات، معلنة أنها ستبدأ حراكاً لإسقاط المجلس المقبل ومقاطعة التصويت.

وقال النائب السابق وليد الطبطبائي: "بعد إقفال الستارة على مسرحية الترشح دقت ساعة المقاطعة؛ لعزل هذا المجلس اللاشرعي وإسقاطه شعبياً كما أسقطتم مجلس القبيضة وقبله المجلس الوطني".

وبينما أكد النائب في المجلس المبطل د. حمد المطر‏ أن تجمع "إرادة أمة" أصبح استحقاقاً بسبب "ما نعيشه هذه الأيام من عبث واضح بالدستور"، قال النائب في المجلس المبطل بدر الداهوم: "نحن مقاطعون وملتزمون بالمقاطعة ترشحاً وانتخاباً ومن ترشح لا يمثلنا"، مؤكداً أنه "ستفشل هذه الانتخابات بالمقاطعة، وسنوصل رسالتنا برفضها، ولن نقبل أن تنتهك حقوقنا".

وفي حين استشهد النائب في المجلس المبطل د. عبدالله الطريجي بالمثل القائل إن "الكتاب يقرأ من عنوانه"، اعتبر "المقاطعة والإحجام من جميع التيارات السياسية عن الترشح رسالة واضحة للسلطة، نرجو قراءتها بتمعن وتروٍّ".

وشدد النائب في المجلس المبطل د. أحمد مطيع على أنه "بعد إسدال ستار المسرحية الهزلية ثبت أن عقلاء الكويت لا يمكن أن يشاركوا في مسلسل اغتيال الحريات وانتهاك القوانين"، بينما أكد النائب السابق د. محمد الكندري‏ أن "مقاطعة الأغلبية للانتخابات هي مسألة مبدأ"، مبيناً أنهم "كانوا صادقين رغم تشكيك البعض، لقد أثبتوا حقاً أنهم ليسوا طلاب كراسي كغيرهم".

في الصورة: ضابط يغلق الباب بعد انتهاء التسجيل