«مُولِد... وصاحبه غايب»!

نشر في 30-10-2012
آخر تحديث 30-10-2012 | 00:01
إننا اليوم بحاجة إلى مراجعة بعض مفاهيمنا وكسر الاصطفاف ونكران الذات وتقبل الرأي الآخر، وإلى الجلوس على طاولة مستديرة حقيقية «بلا أقطاب» يشغل أغلب مقاعدها شباب الكويت، ويقبل كل طرف أن يقدم عليها بعض التنازلات؛ عندها فقط سنتمكن من تجاوز الأزمة وخلط اللونين البرتقالي والأزرق والوصول إلى اللون الأخضر!
 د. علي عبدالله جمال  مسكين هذا الشعب، يقف عند مفترق الطريق ليشاهد بطولات كثيرة ومتلاحقة تمر عليه بسرعة الصوت، ولا يرى أبطالا حقيقيين ليمشي خلفهم سوى أبطال مسرح العرائس المتعلقين بحبال "الحكواتي" الذي يحركهم كيفما يريد! فتارة تمر على شعبنا مسيرة شاءت الأقدار أن يتوشّح روّادها باللون البرتقالي، ويرفعون شعارات الحرية والعزة والكرامة، إلا أن الكثيرين منهم لا يدركون من أين جاء هذا اللون أساسا! وبعض من رحمهم ربي يعلم أن أغلب الأبطال "المفروضين" على مسيرتهم قد أبدعوا في ممارسة الإقصاء والتخوين، ومارسوا أبشع طقوس الطائفية عندما سمحت لهم الظروف، إلا أنهم لم يجدوا البديل الناجح، فاستمروا بالمسير!

في المقابل، يقف نفس الشعب عند المفترق نفسه ويشاهد مسيرة أخرى تتّشح هذه المرة باللون الأزرق، وتنطلق من ناصية أطلقوا عليها لقب "الوطنية"، وأخذت تردد شعارات "السمع والطاعة" وتخوين الانقلابيين، وتتحدث بلغة الدستور، وكأن الوطنية لباس خاص تم تفصيله على مقاسهم هم وحدهم، وإذا أمعنت النظر في أبطال المسيرة تجد أن أغلبهم قد سن سكينه الملطخة بدماء الأموال العامة لنحر الدستور عند أول جزار!

وبين هذه المسيرة وتلك اختلف الفريقان في كل التفاصيل، ولم يتفقا إلا على "تخوين" وتجريح كلٍ منهما للآخر!

في هذا المشهد المزري تحديدا لن تنفعنا كلمات الأغاني الوطنية التي تروجها إذاعاتنا الرسمية للتخدير، بل يرتفع صوت المطرب الشعبي "أحمد عدوية" بأغنيته الشهيرة:

"زحمة يا دنيا زحمة، زحمة وتاهوا الحبايب!"، فهذه المفردات، وعلى الرغم من بساطتها، فإنها تعبر عن حالة "التوهان" واللا وعي التي يعيشها أغلبنا هذه الأيام للأسف الشديد، فالكل ينادي "يالله نفسي"، لأنها انتخابات "الصوت الواحد" يا سادة، فلم تعد لغة التقارب "والبيت الواحد" مفيدة!

وهنا، وبما أن الكثير من "الرفاق" بدؤوا يظهرون عشقهم لهذا الرجل، أود عرض جزء من رسالة الثائر "تشي جيفارا" التي طرحها بعد نجاح الثورة الكوبية، حيث قال:

"فيما بعد سوف ندرك لمرات كثيرة كم كنا مخطئين في مفاهيمنا التي اعتدناها بحيث أصبحت جزءاً منا ومكوناً تلقائياً في طريقة تفكيرنا، فنحن في حاجة غالبا إلى تغيير مفاهيمنا...".

نعم، إننا اليوم بحاجة إلى مراجعة بعض مفاهيمنا وكسر الاصطفاف ونكران الذات وتقبل الرأي الآخر، وإلى الجلوس على طاولة مستديرة حقيقية "بلا أقطاب" يشغل أغلب مقاعدها شباب الكويت، ويقبل كل طرف أن يقدم عليها بعض التنازلات؛ عندها فقط سنتمكن من تجاوز الأزمة وخلط اللونين البرتقالي والأزرق والوصول إلى اللون الأخضر!

خربشة:

يبدو أن الهدف غير المعلن من إنشاء كتلة الوحدة الدستورية "كود" كان تفريخ المرشحين!

back to top