أثناء عملنا سفراء لبلدنا الحبيب الكويت الغالي في بلدان العالم من أقصاه إلى أقصاه، كنا لا نكاد نلتقي إلا ما ندر، ولكن بعد أن ترجلنا إثر سنين فاقت الثلاثين متنقلين في هذا الكون الواسع بترحال مستمر، فما يكاد الواحد منا يستقر في بلد حتى يبدأ في تجهيز نفسه للبلد الآخر، حتى رست السفينة أخيراً على شواطئ الكويت، فأصبح لزاماً علينا أن نلتقي ونجتمع لتبادل الأحاديث وذكريات العمل وخبراته، فبدأ اللقاء في صبيحة كل يوم اثنين بعدد محدود من الإخوة ثم زاد العدد واتسع نطاقه.

Ad

كان الهدف من اللقاء في البداية متابعة موضوع صرف مكافأة نهاية الخدمة، أسوة بما تم مع القياديين في بعض أجهزة الدولة، نعتقد أننا حرمنا منها لأسباب نجهلها ولانزال، علماً أنه قد مضى على الموضوع أكثر من سنتين، حيث تم طرحه على معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السابق الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح، ثم طرح على سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الجابر الصباح رئيس مجلس الوزراء السابق، وصولاً إلى معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الصباح، الذي وعدنا بأنه هو من سيحمل القضية وسيكون المحامي لها، حيث كان معاليه على قناعة بضرورة مساواة الإخوة السفراء بالقياديين في بعض جهات الدولة، فالعمل الدبلوماسي لا يقل إن لم يفق بعضها خطورة... فقد تعرض البعض للاغتيال، وتعرض البعض الآخر للاختطاف والتهديد.

وإذا انتقلنا إلى "لقاء الاثنين" فقد تحول إلى لقاء ثقافي اجتماعي سياسي، حيث تدور فيه أحاديث وحوار تتجلى فيه ما اكتسبه الإخوة السفراء من خبرة، ونجد به عمقاً وتأصلاً وخبرات تشعر بالأسى لعدم الاستفادة منها في مجالات مختلفة بالدولة، ونظراً إلى تزايد أعداد المشاركين في هذا اللقاء فقد برزت فكرة إنشاء تجمع، وقد تحفظ عن هذه الفكرة بعض السفراء بينما أيدها البعض الآخر، وكلي أمل أن ترى هذه الفكرة النور قريباً بلقاء راق يتخذ دوراً متميزاً في المجتمع بعيداً عن التحزب، ويرتقي بالحوار إلى آفاق من الطرح المفيد، ويكون مفتوحاً لكل من يرغب في المشاركة في هذا اللقاء بطريقة حضارية واحترام متبادل، مع الإيمان بالكويت وطناً لكل المخلصين من أبنائه والعاملين على الحفاظ على هذا النظام الذي ارتضاه الآباء والأجداد. لقد زاد هذا اللقاء ترابطنا حتى غدونا ننتظره على مدى الأسبوع.

وتبقى كلمة أخيرة ونداء موجه إلى معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الصباح، فالبلاد تشهد ولله الحمد الكثير من حفلات التكريم للعديد ممن خدم البلاد، وأفنى جُل عمره في خدمة هذا الوطن الغالي، ومع إيماننا بأن ذلك ما يحتمه الواجب تجاه وطن سكن الوجدان، وتعلقت به القلوب، ولكننا في خضم احتفالات التكريم هذه لم نر احتفالاً أو تكريماً لسفرائنا من الرعيل الأول ممن خدم في بداية الاستقلال، وجابوا الدنيا حاملين راية الوطن في ظروف لم تكن هينة، من أجل تقوية علاقات الدولة مع دول العالم.

فكرة... واقتراح

أتمنى أن يُحل المجلس البلدي والاستعاضة عنه بمجلس محلي لكل محافظة، يتكون من خمسة إلى سبعة أعضاء ممن يشهد لهم بالقدرة والنزاهة، ويتم تعيينهم مدة ثلاث سنوات تجدد حسب نشاط العضو وجدارته، على أن ترصد ميزانية معينة يقوم المجلس المعين من خلالها بالصرف على تجميل المحافظة ونظافتها وتقديم جميع الخدمات من أجل النهوض بها، علماً أن هذا النظام معمول به في الكثير من دول العالم، وهناك تجربة ناجحة في البلاد تتمثل في مراكز خدمة المواطن التابعة لوزارة الداخلية والمنتشرة في جميع مناطق الكويت، أما عن تسمية الشوارع فيتم إنشاء هيئة تقوم بدراسة الاقتراحات والموافقة عليها، ويعود موضوع تخصيص الأراضي لإقامة المشاريع إلى وزارة البلدية.

حفظ الله الكويت وقيادتها وشعبها من كل مكروه.