ما لم تقله ليلى
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
كانت فرحتنا بحضورها كبيرة جدا واستمعنا اليها بعد الأمسية وهي تناشدنا أن نتواصل أكثر مع الكتاب وأن نخلص للقراءة أكثر من اخلاصنا للكتابة. سألتها في ذات الأمسية أن تكون ضيفة في محاضرة عن تجربتها الأدبية ورحبت بسرعة. كان حضورها يمثل لنا دعما مهما وحضور جمهورها هو اعلان لوجودنا لمن هم خارج أسوار الجامعة. طمعنا أكثر واقترحنا عليها أن يشاركها الأمسية أستاذان من كلية الآداب ولم تتردد واستمعنا واستمتعتنا بتواجدها بيننا وربما أخذنا الغرور يومها واعتبرناها أحد أعضائنا. لم تغب ليلى أبدا عن أمسية من أمسيات الشباب الا اذا تواجدت خارج البلاد. كانت دائما تجلس تستمع لما نقوله باهتمام ولم تمنعها بداياتنا أو سذاجتنا أحياناعن الحضور أو عن الاستمرار في الايمان بما نكتب. تتحدث بعفوية مطلقة خالية من الأستذة والفوقية وكأنها أحدنا.ليلى العثمان كانت الوحيدة في ذلك الوقت من أبناء جيلها التي أخلصت للقصة القصيرة وهو مجالها الأول وللكتاب الناشئين لها. لا أتذكر اسما من أسماء الأخوة الذين سبقونا في الكتابة واظب على الحضور الدائم كما أخلصت ليلى العثمان. وكانت دائما تذكرّنا بتجربتها والقسوة التي تعرضت لها في بداياتها والتي لم تزدها الا اصرارا على مواصلة الكتابة لتحقق ما حققته من شهرة تستحقها. منحنا تواجدها معنا جرأة في أن نواجه الجمهور خارج الجامعة دون أن تتحدث يوما ما عن ذلك الدعم ودون أن تسنح لنا الفرصة لنعترف لها بذلك الجميل.تلك كانت فترة مهمة من حياتنا نحن الشباب حينها ساهمت فيها ليلى العثمان بصمت واخلاص دون أن تنتظر شكرا من أحد وما أملكه هنا ليس أكثر من كلمة شكرا ليلى العثمان.