علاقة النائب بالأسئلة مع الوزراء كعلاقة الذئب بالحمل الوديع، فما دامت الأمور «ماشية وحنفية التنفيع مفتوحة» يظل الذئب حملاً لكن- وقبلها ألف لكن- يعود الذئب ذئباً لمن تسول له نفسه من الوزراء لعب دور البطل أمام نوابنا خصوصاً نواب الأكثرية هذه الأيام، أما نواب الأقلية فحظهم قد ولت أيامه فهم لم يفهموا لعبة الأسئلة إلا بعد فوات الأوان.
نصت المادة (99) من الدستور الكويتي «لكل عضو من أعضاء مجلس الأمة أن يوجه إلى رئيس مجلس الوزراء وإلى الوزراء أسئلة لاستيضاح الأمور الداخلة في اختصاصهم، وللسائل وحده حق التعقيب مرة واحدة على الإجابة».طوال هذه المدة وأنا أتصور أن الأسئلة التى يوجهها السادة النواب إلى الوزراء الغرض منها المساءلة السياسية أو للإصلاح وللفت نظر الوزير المختص لمواقع الخلل والتجاوزات في وزارته والهيئات التابعة له، لكن المسألة تختلف اختلافاً كلياً عمّا يبدو عليه الأمر، فالأسئلة غالباً ما تستخدم كأداة ابتزاز للوزير أو للمسؤولين، لذا ترى صوت النائب يخفت ويرتفع حسب درجة الاستجابة.وحتى تنجلي لك الحقيقة وحتى يذهب حسن الظن أدراج الرياح ما عليك إلا متابعة لقاءات وزيارات صاحب الأسئلة الذهبية للوزارة المعنية العلنية، ناهيك عن لقاءات الخفاء ومواعيد ما بعد الدوام الرسمي لتعرف حجم الفساد والابتزاز الذي وصل ببعض ممثلي الأمة ممن ائتمنهم الشعب للذود عن مصالحه، لكنها لعبة المصالح الشخصية والتي لن تنتهي مادامت أبواب المسؤولين مشرعة للنواب ومغلقة أمام المواطن البسيط.علاقة النائب بالأسئلة مع الوزراء كعلاقة الذئب بالحمل الوديع، فما دامت الأمور «ماشية وحنفية التنفيع مفتوحة» يظل الذئب حملاً لكن- وقبلها ألف لكن- يعود الذئب ذئباً لمن تسول له نفسه من الوزراء لعب دور البطل أمام نوابنا خصوصاً نواب الأكثرية هذه الأيام، أما نواب الأقلية فحظهم قد ولت أيامه فهم لم يفهموا لعبة الأسئلة إلا بعد فوات الأوان.الغريب في هذه الأسئلة عندما تقرأ مادتها تقول لنفسك الوزير راح فيها مما تحتويه من مادة تسمع الأصم إن رددتها عليه، لكن في العجلة الندامة انتظر واصبر، فإن الله مع الصابرين واعرف أن المعنى في بطن الشاعر... «عفواً بطن النائب».فالضمير الذي حركه للتحري وكشف المستور لم يعد لديه الرغبة في الشراب بعد ملء البطن بما لذ وطاب من أصناف المعاملات والتعيينات وبعض الأحيان المناقصات، لذا لم تعد الإجابة ذات معنى مبتورة أو غير دقيقة، فزمانها ولى بعد أن ملأ الذئب بطنه.طبعا الإبقاء على باب الأسئلة مفتوحاً أفضل كثيراً من القفز على منصة الاستجواب، وذلك بعد أن جفت عيونها وأضحت كالصحراء القاحلة لا زرع فيها ولا ماء.توزيع الغنائم بين النواب يمكن معرفته وتتبعه ليس بواسطة نوع وأهمية الأسئلة، بل بعد معرفة الوزير... فالطريدة أو «الصيدة» مكانها دوماً «خرج الصياد»... ودمتم سالمين.
مقالات
حتى يكشف الشعب سر الأسئلة البرلمانية
04-05-2012