الناس تراهن على مدى تماسك كتلة الأغلبية وترابطها، واتفاق أعضائها المختلفين في تجمعاتهم، وصمودها أمام التحديات الحالية والقادمة، واستمرار بعض أعضاء الأقلية في إثارتهم ومحاولة تفكيك اجتماعهم، ودق إسفين الخلاف بينهم، وجرهم إلى معارك قد تفجرهم من الداخل.

Ad

إن المسؤولية الوطنية على كتلة الأغلبية كبيرة، وعشم المواطنين فيها أكبر، فهل تستطيع الصمود؟ وإلى متى؟

إن الخطر الداخلي هو الخطر الأكبر على تماسك الكتلة وترابطها، وإن اندفاع أعضاء الكتلة وشعورهم بالقوة واستعجالهم لقطف الثمرة والإسراع بتفعيل كل الأدوات الدستورية قبل الرجوع إلى باقي أعضاء الكتلة ومشاورتهم والاتفاق معهم والتزام قرار الأغلبية، عمل لا يمكن إلا أن يسهم في فك الارتباط، وزعزعة التماسك وإضعاف التكتل وفتح الأبواب لاختراقه وتفجيره من الداخل، وجر أعضائه إلى معارك جانبية تستهلك قوتهم، وتظهر خلافاتهم، وتجرئ الآخرين عليهم.

ولعل ما نسمعه هذه الأيام من تهديد بعض أعضاء الكتلة وتلويحهم باستجوابات لهذا الوزير أو ذاك، دون عرض الموضوع أولاً على أعضاء التكتل وأخذ الموافقة عليه، يدل على أن الخطر آت لا محالة ما لم يسارع أعضاء التكتل إلى عقد اجتماع شامل تناقش فيه هذه الموضوعات، ويتفق على آلية ملزمة تنظم موضوع الاستجوابات، وتضبط بعض الانفعالات، وتلجم اندفاع بعض الأعضاء، كي يطمئن الناس إلى أن تكتل الأغلبية يستطيع الصمود إلى فترة أطول، يقدم خلالها المشاريع الإصلاحية التي ينتظرها الناس، ويتعاون مع الحكومة -دون تهاون- لما فيه خير البلاد والعباد.

***

وزير الدفاع كما عرفته وسمعت عنه من أكثر القادة العسكريين انضباطاً، ومعرفة بالشأن العسكري، وفي رأيي ان اختياره لهذه المرحلة يعتبر قراراً صائباً وموفقاً، فالظروف التي تمر بها منطقتنا في هذه الأيام تحتاج إلى رجل مثله، شديد في الحق، حاسم في القرار، يدير شؤون وزارته بكثير من المهنية وقليل من المجاملة، لذلك نتمنى على الأخوة أعضاء المجلس إبعاد الجيش وشؤونه عن التجاذبات السياسية، ودعمه لمواجهة التطورات الخطيرة التي تحدث من حولنا.