ميدان التحرير... أيقونة الثورة ترتدي زي السلفيين
تحوَّل من الهتاف للحرية إلى تجارة في البخور والسواك وزيت الزيتون
قبيل أيام من مليونية الجمعة المقبلة، التي تحمل اسم «تطبيق الشريعة»، شهد ميدان التحرير، «أيقونة الثورة»، انقلاباً كبيراً منذ قيام ثورة يناير حتى الآن.ففي حين كان الميدان يحتضن كل التيارات السياسية، خلال العام الأول للثورة، تحول اليوم إلى ساحة تتشح بالزي الإسلامي وتفوح منها روائح البخور وتزدحم أرصفتها بالكتب الدينية لشيوخ الإسلام الراديكالي، وباتت الصورة أكثر وضوحاً في ثوبها السلفي، فالباعة الجائلون مازال لهم الحضور الطاغي، وإن كان هناك تَغيُر نوعي من بيع المشروبات والأطعمة، إلى عرض بضائع من نوع مختلف، ارتبطت بالتجار السلفيين، مثل علب التمور والبخور وزجاجات زيت الزيتون ولفافات السواك وسجاجيد الصلاة، إلى جانب كتيبات دينية لأبرز شيوخ الوهابية. وبينما كانت أعلام الدول العربية، التي تفجَّر فيها الربيع العربي، كاليمن وليبيا، تزيِّن أركان الميدان، طيلة الأيام الثمانية عشر للثورة المصرية، تصدرت الواجهة أخيراً رايات أخرى ارتبطت بالإسلام الراديكالي، وأبرزها «الراية السوداء» في ظل غياب الهتافات المطالبة بـ «عيش، حرية، عدالة اجتماعية» وانتشار أخرى تقول :»مهما تلف ومهما تدور القرآن هو الدستور»، وهو الهتاف الأبرز في الجمعة الماضية، التي اعتبرت بروفة أولية لجمعة تطبيق الشريعة.
المنصة، التي مثلت جزءاً رئيسياً من مليونيات الميدان طوال العامين الماضيين، وكانت ملكاً للشعب بأطيافه، تُركت الآن تحت سيطرة التيارات الإسلامية، حيث يمزج الخطباء بين السياسة والوعظ الديني، بل إن النساء اللواتي في غالبيتهن من المنتقبات والمحجبات احتشدن في صلاة جماعة نسائية لم تشهدها أرجاء الميدان مسبقاً.التيارات الثورية عبرت عن رفضها هيمنة تيار بعينه على ميدان التحرير. وقال طارق الخولي المتحدث الإعلامي لحركة 6 أبريل لـ»الجريدة»: «إذا كان السلفيون هيمنوا مؤخراً على الميدان فإن ثمة تيارات أخرى، ولن يستطيعوا السيطرة على مصر»، في حين أعلنت المتحدثة الإعلامية للتيار الشعبي هبة ياسين رفضها ميدان التحرير في حلته الجديدة التي وصفتها بـ»السيئة خاصة مع تحوله إلى سوق لبيع المنتجات المختلفة».في المقابل، استنكر عضو ائتلاف دعم المسلمين الجدد أدهم غريب، ما سماه هجوم التيارات الليبرالية على التواجد السلفي في الميدان، مضيفاً: «القوى السلفية لم تحتل الميدان بل نزلت بمطالب مشروعة على رأسها تحكيم شرع المسلمين».