فاجأت كوريا الشمالية المعروفة بتكتمها الشديد، خصومها الدوليين أمس، بعملية إطلاق ناجحة لصاروخ إلى الفضاء، مخالفةً بذلك جميع التوقعات ومحبطة تحاليل أجهزة الاستخبارات الأكثر تطوراً في العالم.

Ad

وكانت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية أوردت أمس الأول، أن بيونغ يانغ تواجه صعوبات مثل إشعال فتيل الإطلاق وذلك بالاستناد إلى صور بالأقمار الاصطناعية عُرضت على محللين عسكريين ودبلوماسيين، والأسوأ من ذلك أن وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) ذكرت أن صاروخ الإطلاق من طراز «اونها 3» والمؤلف من ثلاث طبقات تم إنزاله وأُعيد إلى مركز التجميع. لكن يبدو أن النظام الشيوعي قام بالتضليل عمداً، فقد قرر الاثنين تمديد المهلة لأسبوع حتى 29 ديسمبر بعد أن كانت بين 10 و22 منه، لإجراء تصليحات.

وقبل بضع ساعات على إشعال فتيل الإطلاق، اعتبر المعهد الأميركي -الكوري في جامعة جونز هوبكنز استناداً إلى صور بالأقمار الاصطناعية أن الإطلاق لن يتم على الأرجح قبل عشرة أيام. ومع أن الولايات المتحدة هي القوة العسكرية الأولى في العالم، لكنها لا تملك على ما يبدو وسيلة لاختراق الستار الحديدي في كوريا الشمالية.

«حق شرعي»

من جهتها، أكدت كوريا الشمالية مجدداً أمس، على «حقها الشرعي» في إطلاق صواريخ لأغراض مدنية وقالت انها ستواصل برنامجها الفضائي على الرغم من العقوبات.

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية بعيد إطلاق الصاروخ: «لا يهم ما يقوله الآخرون، سنواصل حقنا الشرعي في إطلاق أقمار صناعية».

وشددت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الناطقة باسم بيونغ يانغ على الطابع «السلمي» للبرنامج الفضائي الكوري الشمالي الذي يندرج في إطار خطة عامة «للبناء الاقتصادي وتحسين مستوى معيشة السكان».

رفض أميركي

وفي رد فعل أول، نددت الولايات المتحدة التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع كوريا الشمالية بعملية الإطلاق معتبرةً أنها «استفزاز شديد».

وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي تومي فيتور في بيان: «انه استفزاز شديد يهدد الأمن الإقليمي وينتهك بشكل مباشر قراريّ مجلس الأمن 1718 و1874 ويقوض نظام منع انتشار الأسلحة النووية».

من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن «قلقه إزاء السلام والاستقرار في المنطقة» بعد العملية التي اعتبرها «انتهاكاً فاضحاً» لقرارات الأمم المتحدة.

وعقد مجلس الأمن اجتماعاً مساء أمس، في نيويورك بناء على طلب من الولايات المتحدة واليابان. وتعهد دبلوماسي غربي بإصدار «رد فعل قوي».

أسف صيني

وبعد أن نددت الصين ضمناً أمس، بإطلاق الصاروخ، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي «عن الأسف لإطلاق كوريا الشمالية الصاروخ وذلك على الرغم من المخاوف الكبيرة للأسرة الدولية».

ودعت الصين حليفتها كوريا الشمالية إلى «احترام قرارات» الأمم المتحدة، إلا أن وكالة أنباء الصين الجديدة استنكرت بشدة «الخطوات والتصريحات الحربية» الصادرة من جهات عدة، ودافعت عن حق بيونغ يانغ في اكتشاف الفضاء.

في المقابل، نددت اليابان بالعمل «الذي لا يمكن السكوت عنه» بينما استنكرت كوريا الجنوبية «بشدة» عملية الإطلاق منددة بـ»استفزازات» الشمال.

كما استنكرت بريطانيا الإطلاق «بشدة»، وأعرب وزير الخارجية وليام هيغ عن «الأسف لأن كوريا الشمالية فضلت إعطاء الأولوية لعملية الإطلاق وليس لتحسين ظروف حياة المواطنين». وأعربت روسيا عن «أسفها الشديد» لعملية الإطلاق التي «لن تساهم في تعزيز الاستقرار وسيكون لها تأثير سلبي» على الوضع في المنطقة.

كما ندد الحلف الأطلسي «بشدة» بإطلاق الصاروخ الذي اعتبره الأمين العام للحلف انديرس فوغ راسموسن في بيان «انتهاكاً مباشراً للقرارين 1718 و1874 ومن شأنه تصعيد التوتر في المنطقة وزعزعة الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.

ولوح الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ. وصرحت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين آشتون في بيان أن «الاتحاد الأوروبي سينظر في رد مناسب، بالتشاور مع شركائه الأساسيين مع الالتزام بمشاورات مجلس الأمن الدولي خصوصاً لجهة فرض عقوبات جديدة إضافية».

(بيونغ يانغ ـ أ ف ب، رويترز، يو بي آي)