«الحر» يستولي على سد تشرين والنظام يقر بصعوبة الوضع

نشر في 27-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 27-11-2012 | 00:01
No Image Caption
«الائتلاف» يعين سفيراً له في لندن... وفابيوس يعلن منحه مساعدة عاجلة بقيمة 1.2 مليون يورو

حقق «الجيش السوري الحر» إنجازاً ميدانياً جديداً بسيطرته ليل الأحد ــ الاثنين على سد تشرين الاستراتيجي بين محافظتي حلب والرقة، في حين طالب رئيس الائتلاف السوري المعارض تركيا بتسليم المعارضة صواريخ مضادة للطائرات للتصدي للسلاح الجوي التابع لنظام الرئيس بشار الأسد الذي حصد حتى الآن آلاف المدنيين.
نجح المقاتلون المعارضون للنظام السوري خلال الساعات الماضية في قطع عمليات الطرق التي تربط محافظة الرقة (شمال شرق) بمدينة حلب (شمال)، بعد استيلائهم على سد تشرين الاستراتيجي على نهر الفرات.

إلى ذلك، أقر النظام السوي أمس للمرة الأولى بالوضع الصعب الذي وصل إليه، حيث رأى وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أمس أن «المواجهة اليوم في أعقد مراحلها وأعلى درجاتها وأكثرها صعوبة وأشدها عنفاً واتساعاً بالجغرافيا ونوعية السلاح المستخدم وبكل المعايير الأمنية والعسكرية».

ووصف الزعبي الائتلاف الوطني المعارض بأنه عصابة «لرفضه الحوار الذي يشكل الحامل الموضوعي لأي مشروع أو عمل سياسي ودعوته للتسلح والعنف وإلغاء المشاريع السياسية الأخرى وسلوك طريق المواجهة»، وتساءل: «كيف سيبرر ائتلاف الدوحة وقوفه على نسق واحد وتحالف استراتيجي كشريك مع تنظيم القاعدة الذي يقوم بتكفير كل السوريين؟».

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس أن فرنسا، اول دولة غربية تعترف بشرعية الائتلاف الوطني للمعارضة السورية، قررت منحه مساعدة إنسانية عاجلة بمبلغ 1.2 مليون يورو، في وقت عين الائتلاف الوطني رئيس اللجنة السورية لحقوق الإنسان، وليد سفور سفيراً له في لندن، ليكون السفير الثاني للثورة السورية بعد منذر ماخوس الذي عين سفيراً في باريس.

الخطيب

الى ذلك، طلب رئيس «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية» أحمد معاذ الخطيب من تركيا تقديم المزيد من الدعم العسكري لمقاتلي المعارضة، لافتاً إلى أن الحاجة الأكثر إلحاحاً هي للصواريخ المضادة للطائرات. وقال الخطيب في مقابلة أجرتها معه صحيفة «زمان» التركية نشرت أمس إن «العائق الأساسي أمام المقاتلين (المنتمين إلى المعارضة السورية) هو الطائرات. إنها تهاجم الناس في كل مكان. وإن كان هناك شيء يمكننا فيه مساعدتهم، فسيكون ذلك رائعاً، ونحن نطالب بهذا بشكل خاص».

وأضاف إن الدعم العسكري الذي بدأ قبل 20 شهراً ليس كافياً أبداً، داعياً المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدة العسكرية السريعة لمنع حصول انتصار كامل لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وذكر أن الجدول الزمني لتشكيل حكومة انتقالية، أرجئ بطلب من المجتمع الدولي إلى ما بعد انعقاد مؤتمر مجموعة أصدقاء سورية في المغرب في 12 ديسمبر المقبل.

وأشار إلى أن كل المجموعات السورية المعارضة المسلحة ستتوحّد تحت هيئة تدعى «المجلس العسكري الأعلى»، في اجتماع سيعقد بعد غد الأربعاء بالقاهرة. وذكر أن تشكيل مجلس عسكري أعلى سيعني أن «الجيش السوري الحر» وكل الفصائل الأخرى والمجموعات المسلحة ستتحد كجسم واحد وتنشيء جهازاً قيادياً.

إسطنبول

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان بلاده لن تتردد في اتخاذ التدابير اللازمة لحماية امنها، مؤكدا ضرورة عدم تحميل خطوة نشر صواريخ «باتريوت» الدفاعية على الأراضي التركية «معاني مختلفة».

وأوضح اردوغان في خطاب جماهيري ألقاه في اسطنبول ليل الأحد - الاثنين ان بلاده مضطرة إلى نشر صواريخ باتريوت على أراضيها تحسبا لاحتمال قيام النظام السوري الذي سبق أن ألقى قذائف على الاراضي التركية باعتداءات على تركيا بنطاق أوسع. كما جدد الجيش التركي امس تأكيد ان صواريخ باتريوت لها مهمة دفاعية حصرا، مستبعدا بشكل قاطع استخدامها لشن اي هجوم. وأكدت رئاسة الاركان في الجيش التركي في بيان ان «هذا النظام سيتم نشره لدوافع دفاعية بحتة لمواجهة اي تهديد قد يأتي من سورية».

ميدفيديف

وعشية زيارته الى باريس، انتقد رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أمس دعم فرنسا للائتلاف السوري المعارض معتبرا انه «غير مقبول اطلاقا بنظر القانون الدولي»، في مقابلة اجرتها معه وكالة «فرانس برس» وصحيفة «لو فيغارو».

ورأى مدفيديف أن «قرار باريس الاعتراف بالائتلاف ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري» والدعوة الى رفع الحظر على تسليم اسلحة الى المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد «قرار موضع انتقاد»، مضيفا أنه «بحسب مبادئ القانون الدولي التي صادقت عليها الامم المتحدة عام 1970، لا يمكن لأي دولة القيام بعمل يهدف الى قلب نظام قائم في بلد ثالث بالقوة».

ودافع ميدفيديف عن مواصلة روسيا تسليم اسلحة الى نظام الأسد زاعماً ان «هذا التعاون العسكري كان على الدوام شرعيا»، مشيرا الى ان الامم المتحدة لم تفرض حظرا على تسليم الاسلحة الى سورية.

  (دمشق، أنقرة ـــــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top