معركة "تويترية" حامية الوطيس عاشها المغردون في الكويت يوم أمس تزامنا مع الإعلان عن فتح صناديق الاقتراع للانتخابات البرلمانية لمجلس الأمة 2012، إذ تسابق المغردون من كل فريق سواء البرتقالي أو الأزرق إلى محاولة التأثير على الطرف المقابل بشتى الوسائل وبطرق مختلفة ومتنوعة، لاسيما أن التأثير التكنولوجي بات أكثر تأثيرا وقبولا لدى الأوساط الشبابية، ما يؤكد أن وسائل التواصل الاجتماعي التويتر أو الفيسبوك وغيرهما، يمكن أن يكون لها الفضل في وصول أي مرشح إلى مجلس الأمة وإن كان لا يملك قاعدة تساعده على ذلك.

Ad

الأمر المثير للدهشة أن يوم أمس كانت صفحات تويتر حافلة بالأحداث المحلية التي تدعو الى المشاركة بفاعلية وأخرى تنادي بقوة للمقاطعة، فكان العصفور الأزرق "التغريد" في يوم سعده، وربما تجاوز يوم أمس أعلى معدلاته في الكويت، إذ ان بعض المغردين كانوا يتمنون وجود مساحة لكل تغريدة تتجاوز 140 حرفا، خصوصا أن المقاطعين والمشاركين ومن مختلف الفئات والأعمار شكلوا واجهة لهذا اليوم، ما اضطر البعض إلى اتباع وسائل مشروعة وغير مشروعة للتأثير على خصمه السياسي، ولعل مشاركة نواب الأغلبية التي تتصدى لعملية المقاطعة في التغريد بشكل مكثف، كانت هي أبرز ملامح المعركة التويترية، لاسيما أن بعضهم تحول إلى مراسل "تويتري" من خلال تغريدات مصحوبة بصور تثبت نجاح المقاطعة في بعض مراكز الاقتراع، في محاولة لإدخال الإحباط لدى المشاركين، في حين يقاوم الطرف الآخر -المشاركون- بشتى الطرق تكذيب هذه التغريدات من خلال صور منافسة تؤكد كثافة التصويت في مراكز أخرى، في خطوة تهدف لجذب المقاطعين والتأثير عليهم للمشاركة في التصويت!

وبين مشارك ومقاطع أو أزرق وبرتقالي، كانت الأجواء جميلة، ديموقراطية تمنح للجميع الحرية لاتخاذ قراره وفق قناعته الشخصية، فالكويت كانت محط أنظار السياسيين والمراقبين والمحللين، سواء على المستوى المحلي أو الخليجي والعربي أو حتى العالمي، إذ ساهم تويتر بنقل صورة حية لجميع مراكز التصويت في الدوائر الخمس، ولا نبالغ إن قلنا ان تويتر تفوق على مختلف وسائل الإعلام الأخرى سواء القنوات الفضائية أو الإذاعة، خصوصا مع وجود بعض الحسابات التابعة لعدد من الصحف المحلية التي كانت تحرص على نقل الحدث ونسب المشاركين أولا بأول، ما ساهم في زيادة المتابعين لبعض المغردين أو انخفاضها لدى البعض الآخر حسب توجهات وميول كل طرف.