عندما سمع بخبر وفاة وردة، لم يكن حزنه عليها حزناً عادياً، بل دارت بخاطره المرة الوحيدة التي قابلها فيها، إنه المخرج سعد هنداوي الذي تصادف أن التقاها منذ شهر تقريباً عندما سافر إلى باريس على نفس الطائرة التي سافرت عليها الفنانة وردة، ورآها لأول مرة في مطار «شارل ديغول» تتحرك إلى قاعة الوصول على كرسي متحرك، وأعراض المرض تظهر عليها بشدة، فتأثر بشدة

Ad

وفكر في نفس اللحظة أن يقدم عملاً فنياً عن هذه الفنانة الكبيرة التي طالما أسعدت الجميع، يحكي قصة حياتها وكفاحها.

هنداوي لم يشأ أن يفوت اللحظة، دون أن يحظى بشرف السلام على فنانة من طراز خاص، عشقها منذ صغره وأسعدته كثيراً بأغنياتها، ويحكي أنه كان خجولا بشدة، ومترددا في الاقتراب منها حتى لا يقتحمها أو يجهدها، واقترب في خجل، وقام بتعريفها بنفسه وبحبه وتقديره لها، وفوجئ هنداوي ببساطتها، والود الشديد الذي تتعامل به مع الجميع، فتأكدت لديه فكرة الفيلم.

وعندما عاد إلى مصر، اتفق بالفعل مع أحد المنتجين، وتحدث مع عدد من أصدقائه حول الفكرة، وكان يتمنى أن يمهلها القدر لتتابع بنفسها جميع مراحل الفيلم منذ بدايته حتى صورته النهائية، كذلك تظهر في بعض مشاهده، إلا أن القدر كان لها بالمرصاد، لترحل وردة عن عالمنا، ولتظل صورتها على المقعد المتحرك هي العالقة في ذهنه.

هنداوي كما أكد لـ«الجريدة» مازال متمسكا بالفكرة، إلا أنه لا ينوي تنفيذها بشكل متسرع، حتى يخرج العمل للنور بالشكل الذي يليق بفنانة كبيرة مثل وردة.