إيه في أمل
هل من أمل لبناء وطن جميل؟ وهل من أمل في وطن وردي نتعايش فيه جميعاً بأسمائنا لا بمذاهبنا وأدياننا، وطن يبتسم فيه الصغير فرحاً بعودة والده من ساعات عمله التي قضاها وهو ينتج لهذا الوطن؟ شخصياً، لا أهتم بتطاول البنيان أو كثرة الأبراج المبنية في وطني الكويت، ولا يهمني بريق شوارعنا وإستاداتنا الرياضية، فكل هذه الأمور ثانوية، فالأوطان لا تعيش بمبانيها، ولا تكون نهضتها بمجمعاتها التجارية. فالإنسان هو محور أي نهضة وأي تطور، لذلك نريد وطناً يكون فيه الإنسان مركز الاهتمام، وتطويره هي القضية الأولى، فمتى ما تطور الإنسان ارتقت معه الأوطان وأصبحت عوالمنا وردية. هل هناك أمل أن نجد هذا التطور في الكويت في ظل مجلس تشريعي انشغل في صراعات تافهة، وارتكزت قضاياه على من ينتصر في كسب زيادة راتب لجهة ما دون أي دراسة فنية للموضوع، وانتظار أي زلة من أحد مناصري الفريق الآخر ليجمع قواعده ويذهب إلى ساحة العدل ويهدد من يسميهم بأذناب هذه الجهة أو تلك؟ للأسف، أننا وصلنا إلى هذه المرحلة من الحياة، فيستمر مشرعونا في التمثيل على الشعب وبرضاه، فيتغنون بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري صباحا، ويتحولون إلى أبواق للفتنة ليلا، لا يهم إن أنجزوا قانوناً أو أنصفوا مظلوما في البلد، الأهم عندهم أن يمحوا أي شيء قد يتعلق بفريق آخر ينتمي إلى مذهب غير مذهبهم. توقف البلد منذ السبعينيات فلا بنت مجالسنا المتعاقبة الإنسان الكويتي ولا حتى رأينا نهضة عمرانية، وجلّ ما نراه هو صراعات طائفية أو عنصرية، فلم نجد في معرض الكتاب إلا كتباً للطبخ أو كتبا من فريق مذهبي واحد لا يسع الإنسان من خلالها توسيع مداركه، وحتى الملتقيات الفكرية والنقاشية، ممنوعة لغرض ما في نفس يعقوب. أراجع ذاكرتي بحثاً عن آخر قانون نفع "الوطن" بشكل حقيقي أصدره المشرعون فلم أجد، وما نحتاجه من "ربيع" في الكويت ليس على الحكم، بل هو ربيع سياسي ثقافي اجتماعي، نبحث فيه عن "الكويت" التائهة منذ السبعينيات، كويت نبحث فيها عن "التعايش" بدلاً من كذبة "الوحدة الوطنية"، ونعود ببنائها لأبنائنا وأحفادنا، وإلى ذلك الحين، سأردد ما صدحت به فيروز "إيه في أمل"، وأتمنى ألا أصحو على فقده يوماً.