تمرّد مخرج «الصقر شاهين» عبد العزيز حشاد على القاعدة المتبعة منذ سنوات وقرر، بالاتفاق مع الشركة المنتجة، عرض المسلسل بعد انتهاء الشهر الكريم، «تجنباً للتكرار المستفز للمسلسلات بعد شهر الصوم»، على حد قوله، مشيراً إلى أن المشاهد يصاب بملل من إعادة المسلسلات أكثر من مرة، وموضحاً أن عرض مسلسله بعد رمضان سيعود بالنفع عليه لأن المشاهد سيتابعه بشغف كونه يعرض للمرة الأولى، ما يجعله يكسب الرهان في مواجهة مسلسلات معادة.

Ad

يضيف حشاد أنه وبعض زملائه سواء مخرجين أو منتجين أو ممثلين يحاولون استحداث موسم درامي جديد، مؤكداً أن عرض المسلسل بعد العيد  سينال فرصة أكبر للحصول على نسبة عالية من المشاهدة والإعلانات بعيداً عن كمّ المسلسلات التي عرضت هذا العام.

أعمال مظلومة

أجّل المنتج محمد فوزي مسلسله «كيكا على العالي» لاستحداث موسم درامي جديد بعيد عن رمضان، وهي الفكرة التي لطالما دافع عنها وبدأ تنفيذها بالفعل هذا العام.

يشير فوزي إلى أن القنوات الفضائية تجبر جهات الإنتاج على عرض مسلسلات في رمضان لأن الإعلانات تكون كثيفة في هذا الشهر تحديداً، رافضاً تحكّم قنوات فضائية بمواعيد العرض وموضحاً سعيه الحثيث إلى إيجاد موسم درامي جديد سيحقق فرص نجاح لأعمال متميزة و{مظلومة»، وعليه سيكسب المنتج نسبة مشاهدة أعلى ويجد عائداً مادياً يكفل له الاستمرار والنجاح في عمله.

بدوره يطالب نقيب الممثلين المصريين أشرف عبد الغفور بضرورة ابتكار موسم درامي جديد موازٍ لشهر رمضان، ويقول: «لا بد من وجود موسم ثانٍ وثالث ورابع لعرض المسلسلات على غرار مواسم العرض السينمائية كموسم الصيف ونصف العام وعيد الفطر وعيد الأضحى».

يضيف: «لو قررنا تفعيل مواسم درامية جديدة سنفعل ذلك بسهولة، لكن المهمّ اتخاذ خطوات جادة نحو هذا الهدف»، مشيراً إلى أنه يشاهد قلة من المسلسلات كل عام بسبب التخمة في الأعمال.

يرى عبد الغفور أن الموسم الدرامي الفعلي يأتي بعد رمضان لأن المشاهد يتابع المسلسلات التي تروق له وبمحض إرادته بعيداً عن الإعلانات الكثيفة المزعجة، ويلاحظ أن أعمالاً جيدة لا تحقق نسبة مشاهدة في رمضان وتنجح بعده.

كذلك يشير إلى أن الملايين تهدر سنوياً بسبب تكالب المنتجين على عرض أعمالهم في رمضان، موضحاً أنه لا يوجد في العالم مثل هذا النظام الذي يهدر جهد جهات كثيرة بسبب ضيق الوقت.

ترحيب

في السياق نفسه، يرحب السيناريست عبد الرحيم كمال (كاتب سيناريو مسلسل «الخواجة عبدالقادر») بتكرار عرض المسلسلات بعد انتهاء حلقاتها في شهر رمضان، مقللاً من أهمية مقولة إن المشاهد يصاب بالملل من التكرار.

يضيف: «فائدة تكرار العمل الجيد أكبر من ضرره لأن المنتج الجيد، يحصد نسبة أكبر من المشاهدين، أما العمل الرديء فيتضرر نوعاً ما وتظهر سلبياته في كل مرة أكثر من المرة السابقة».

يشير كمال إلى أن إعادة العرض بعد انتهاء شهر رمضان يعتبر منفذاً مهماً وشباك نور وطاقة أمل للأعمال التي لم تأخذ حقها في الدعاية أو الترويج، ولم تحظَ بنسب مشاهدة عالية في الشهر الكريم بسبب ازدحام المسلسلات، لافتاً إلى أن المشاهد يقع في حيرة من كمّ المسلسلات المعروضة في 30 يوماً وتصل إلى 60 مسلسلا، أي يحتاج يومياً إلى 60 ساعة درامية، ما يجعل متابعة الأعمال ضرباً من الخيال.

ويوضح أن المنتجين وأصحاب القنوات يعمدون إلى تكرار عرض المسلسلات طوال السنة، بهدف إثراء حركة الدراما باستمرار.

أما الناقدة ماجدة خير الله فتؤكد أن تكرار عرض المسلسلات أكثر من مرة بعد انقضاء شهر رمضان أحد وسائل الترويج لها، التي يستحيل على المشاهد متابعتها خلال شهر الصوم  نظراً إلى عدم وجود وقت كافٍ.

تضيف خير الله أن المشاهد يختار خلال شهر رمضان أعمالاً قليلة تتناسب مع وقته، أي يتابع الأعمال التي تعرض أثناء الإفطار أو السحور، لكن بعد رمضان يختار أعمالاً لم يشاهدها في الشهر الكريم، ما يثري خارطة الدراما طوال السنة ويحقق عائداً مادياً للمنتجين.