حلم برويز
لأنه "ترباية أمريكان" ويتكلم الإنكليزية بطلاقة وزوجته تحمل معها "جرواً" صغيراً فقد جاء هذا العسكري الانقلابي المدعو برويز مشرف بأفكار "أسياده" إلى دولة باكستان المسلمة، فلم يستطع أحد معارضته في البداية لأنه كان يحكم بحد السيف وقوة السلاح.وجد برويز دولته غارقة في الفساد والترهل الحكومي والمشاريع الفاشلة والأموال المهدرة، فأعلن حينها خطة تنموية قادمة، لم يحدد ملامحها، لكنه أكد للجميع أن تنفيذها لن يكون من طرف الحكومة، وبرر ذلك بأن الحكومة بشكلها الحالي ووزاراتها المتعددة تكتظ بالعاهات الإدارية والفنية، وأن التركيبة البشرية في الوزارات لا تستطيع أصلاً فهم معنى تنمية بالإضافة إلى التخلف التكنولوجي والتعقيد المستندي.
قرر برويز بيع أجزاء كبيرة من الحكومة، خصوصاً الوزارات الخدمية كالمواصلات والكهرباء والاتصالات والطاقة، وزيادةً في الأمر قرر بيع أكثر من ثلاثة أرباع مصانع الدولة، ووضع ثلاثة شروط فقط لمن أراد الشراء: الأول، ألا يهيمن مستثمر واحد على قطاع كامل، والآخر أن يثبت "الشاري" تطوير الخدمة خلال سنة من تاريخ الشراء أو يعيد "المال لأصحابه" والأخير أن يستوعب المستثمر العمالة الباكستانية.اشترى المستثمرون الأجانب والمحليون وبدأ العمل الجاد والتنافس من أجل المال وخدمة 150 مليون باكستاني، فلم يكن العمل بالسرعة والتطور المأمولين بسبب الفساد الإداري وطبيعة السكان الرافضة للتغيير، والأسوأ أن برويز تم خلعه من منصبه وعاد إلى بيته... وفي الطريق إلى المنزل يرى برويز حلمه الجميل يتهاوى أمام عينيه.