أكد الفنان حمد الصعب حرصه على تجسيد الهوية العربية في أعماله من خلال مشكلات يعانيها المجتمع، ضمن حفل افتتاح معرضه الشخصي «فتات الذاكرة» في مجمع الأفنيوز، حضره عدد من متذوقي الفن.

Ad

ويقدم الفنان التشكيلي حمد الصعب 17 عملاً فنياً يمزج فيها بين التشكيل والديكور، مركزاً على فكرة التراث العربي، مستخدماً التقنيات الحديثة في ترجمة رؤاه البصرية، وبهذه المناسبة، يؤكد الفنان حمد الصعب ضرورة تقديم أعمال فنية تحمل الخصوصية العربية، مبيناً أن أعماله تسلط الضوء على قضايا مجتمعية. ويقول عن تجربته الجديدة في العرض ضمن إحدى الجهات الخاصة في المجمعات التجارية: «فضّلت تقديم هذا النشاط الثقافي، باحثاً عن التجديد في طريقة العرض وكذلك المكان لاسيما أن المتلقي اعتاد على حضور المعارض الفنية ضمن صالات العرض «الغالريات»، راصداً التجارب التشكيلية فيعقد المتلقي مقارنة بين الاتجاهات الفنية وأساليب التكنيك للأعمال التي يشاهدها، ويقول ضمن هذا السياق: «أردت الخروج عن أطر العرض التقليدية لذلك اتفقت مع «وسن أن» لخوض تجربة جديدة بالنسبة إلي ستساهم في إثراء مشواري الفني، معتمداً على خبرتي في مجال الديكور فمزجت بين التشكيل وتصميم الديكور، مقدماً أعمالا متطورة تلبي رغبات الجمهور الذي يدأب على الاستفسار عن الديكور المناسب لأجواء اللوحة، وبذلك تتحقق الرؤية الكاملة للعمل الفني المدعم بقطع الأثاث المواءمة له، وتتكون اللحمة الفنية بين مضمون العمل الفني مع ديكور البيت، وفي بعض الأحيان كنت أوصي بعض لوحاتي بضرورة استبدال الديكور في المكان المراد وضع اللوحة فيه، من هنا جاءت الفكرة».

مؤسسة خاصة

وعن الاتفاق مع الشركة حول هذا المشروع، يوضح «راودتني الفكرة قبل فترة وبدأت التحضير لها لكن كنت أبحث عن مؤسسة خاصة تمكنني من عرض أعمالي في إحدى قاعاتها، وبالمصادفة طرحت علي شركة «وست ألم» رغبتها في تنظيم معرض فني لي ضمن افتتاح أحد محلاتها التجارية المتخصصة بالديكور، فرحبت بالفكرة وسررت للتوافق بين مشروعي وفكرتهم، وناقشت معهم بعض الأمور المتعلقة في التحضيرات للمعرض وتجهيز المكان، فوجدت تصوراً جميلاً لهذه الفعالية ووافقت على الفور، وأبديت استعدادي لعرض أعمالي في حفل الافتتاح لهذه المؤسسة الأميركية المتخصصة في بيع الأثاث الراقي ولها فروع في العديد من أنحاء العالم».

وأضاف الصعب: «يحرص المسؤولون عن مؤسسة «وست إلم» على تشجيع الفنانين المحليين، من خلال عرض بعض الاعمال التراثية، وقد استغرقت ثلاثة شهور في الإعداد لهذا المعرض ومضمونه لأن نجاح هذه التجربة مرتبط باستحسان الجمهور لها».

لحمة فنية

يعشق الصعب التراث العربي بكل مكوناته مستلهما عبر أشكال الفن الحديث المعاصر «فن البوب» محتوى أعماله، فيشكل لحمة فنية بين القديم والحديث من خلال استدعاء بعض الشخصيات الفنية القديمة من خلال أعماله المسطحة، يركز الصعب عل جزئية محددة تمثل مضمون العمل ورسالته التي يود إيصالها، موضحا: «كان الفن العربي يضاهي الفنون العالمية وحقق مكانة مرموقة بسبب مستواه الراقي، لذلك يجب علينا كفنانين توثيق هذا التميز عبر لوحات فنية متضمنة رؤية بصرية نأمل أن يستوعبها المتلقي».

يرصد الصعب عبر أعماله مجموعة مشاعر إنسانية مفضلاً تجسيد الخصوصية العربية ضمن إطار لوحته، كما يركز في أعماله على مجموعة من مشاهير الفن منهم فاتن حمامة وعمر الشريف وإسمهان ورشدي أباظة وعبدالحليم حافظ وشادية وفريد الأطرش، وفي لوحة أم كلثوم المعنونة بالقهوة المرة يركز على التفكير العميق لهذه الفنانة التي ربما تستدعي بعض ذكرياتها خلال هذا العمل، بينما يستلهم في لوحة «البقالة» بعض المواقف التي يمر بها الإنسان حينما يذهب إلى هذا المتجر لشراء مستلزماته، لاسيما أن للأطفال ذكريات كثيرة ضمن مشوار الإياب والذهاب، أما لوحة أفكار ضاعت فهي تجسيد لإهمال الذكريات الجميلة ونسيانها وكأنها رسائل ضلت طريقها أثناء الانتقال في البريد.

سوء الاستخدام

كما يحرص حمد الصعب على تقديم أعمال فنية تسلط الضوء على قضايا مجتمعية، إذ ركز في معارضه السابقة على موضوع تطور التكنولوجيا وأثرها على الإنسان، مبيناً أن هذه الوسائل الحديثة ساهمت في قطع اتصال الإنسان بالآخر بسبب سوء الاستخدام التقني، آملاً أن ينتبه الناس إلى هذه الجزئية التي تشكل معضلة كبيرة أدت إلى توسيع الفجوة بين المجتمع والعلاقات الإنسانية وكذلك الكيان الأسري.

يذكر أن الفنان أندي وارهول من ابرز رواد فن البوب آرت إذ جسد بعض اللوحات الفنية للفنانين في مقدمتهم الفنانة مارلين مونرو، ويركز هذا النوع من الفنون على العادات الشعبية والرموز الفنية والاجتماعية القديمة.

لمحة ذاتية

حمد الصعب فنان تشكيلي ومصمم ديكور، له تجارب فنية منوعة في الرسم ومشاريع أخرى في الديكور، قدّم نحو خمسة عشر معرضا فنياً.

حظيت أعماله بإعجاب الجمهور وحقق سمعة طيبة لدى المتلقي، ثم بدأت تتسع رقعة مشاركاته في الفعاليات التشكيلية إذ عرض أعماله في دول أوروبية وآسيوية منها تركيا والمملكة المتحدة ولبنان والسعودية.