«الرازي»... صرحٌ للكويت يضيف
بعيداً عن زحام الشوارع وتكدس المباني والأبراج، اتخذت مستشفى "الرازي" مقرها ومكانها منذ قرابة الثلاثين عاماً. ذلك الصرح، الذي أضاف إلى الكويت الكثير والكثير، لا يلفت انتباهك علو أدواره أو كثرة أبوابه، ولكن ما يخطف بصرك هو أعداد الخارجين وأفواج الداخلين، وجميعهم مرضى يتلكأون في خطاهم وتتعثر أقدامهم أمام أبسط الموانع أو الحواجز.فمن أي باب تدخل سواء "الاستقبال" الذي تجد فيه أناساً بدت على وجههم علامات الجد والعزم مختلطة بأخرى من الرفق واللين، أو باب "الإدارة" الذي يملأ عينيك فيه الالتزام والاصطفاف منذ البكور، والأهم من ذلك روح المساعدة وجاهزية الأطباء قبل الإداريين للإنقاذ والمساعدة.
ولا يفوتك عند هذا الباب (الإدارة)، مشهد دخول رئيس قسم العظام د. حمد الهران، الذي تمتزج في شخصيته الهيبة مع قدرته على النجدة، فما إن تراه حتى تكف جوارحك عن الانشغال بغيره، وما إن تحادثه حتى تعرف أنك خطوت أولى الخطوات نحو طريق الشفاء. شهادتي في "الرازي" ليست مجروحة، لأنني لا أرتبط بصداقة أو وساطة أي أحد فيه، وكذلك كوني وافداً أسره حجم الخدمات والإمكانات ومدى الدقة والالتزام، فقصتي باختصار أنني بعد سنوات ثماني من الألم نصحت بالتوجه إلى "الرازي" ففعلت على مضضٍ لأسأل أو أستشير ولا أطمع في المزيد، ومنها حُوُّلت إلى رفيقها أو ساعدها الأيمن -هكذا أظن- مركز "شيخان الفارسي"، وفيه تقابلت مع طبيبين قديرين هما د. فوزي حميدو ود. عمرو إلياس، اللذين لم يجدا صعوبة في سبر مصدر ألمي وعذابي والتعرف عليه، رغم فشل كل طبيب زرته في موطني في تحديد ما بي على وجه الدقة التي رأيتها منهما ودون أشعات تكلف الكثير من الأموال.ومن "شيخان" بدأت رحلة العلاج سريعة دقيقة، نسيت خلالها مرضي وتعلقت بأذهاني وسائل الراحة وسيولة الخدمات المقدمة ودقة الرعاية، التي رافقتني جميعها حتى يوم خروجي ومنّ الله عليّ وعلى غيري بالشفاء."رحلتي" العلاجية جعلتني أرتبط أكثر وأكثر بالكويت بل وغيرت لديّ الكثير عنها، فقد كنت فيها أتلقى الرعاية والاهتمام كأنني بين أهل بيتي وعشيرتي، فتحية إلى فرسان "الرازي وشيخان"، وأشكر الإدارة الواعية الحازمة، وأقدم عظيم الامتنان لأطبائهما خصوصاً د. فوزي ود. عمرو.وأدعو من مكاني البعيد الكل إلى الوقوف وراء هذا الصرح العظيم الذي بلغت شهرته المدى، وعلت في الآفاق أصداء نجاحاته آخذاً بيده سمعة الكويت إلى عنان السماء... والله الموفق.