الكل يطرح حلاً هنا وهناك وتبقى الحكومة الطرف الوحيد الذي لا يملك سوى إطعام الناس ومنحهم الكوادر وتقديم الخدمات الإدارية عبر وزاراتها... فقط لا غير، أي أننا نعيش في بلد «تسيير الأمور اليومية» كتوفير الكهرباء والماء والوقود والتموين وإطفاء حرائق الجهراء كل يوم جمعة.

Ad

أول العمود:

قرار طال انتظاره بموافقة وزير التربية على استغلال ملاعب المدارس لمصلحة الشباب بالتنسيق مع جمعيات النفع العام... شكراً للوزير.

***

كل حدث مهما صغر يمكن أن يُوتر البلد ويؤثر على تركيز الناس بشكل مقلق، ويساهم في ذلك وسائل الإعلام التي تتكسب من إشعال "الحرائق الإعلامية "من أجل عيون الإعلان والدعاية".

حال الحكومة والمجلس أصبح مملاً، وبدا الناس بحاجة إلى الصمت من أجل العيش بهدوء طالما أن كل هذا الصخب والصراخ والاستجوابات لم تبن الإنسان الكويتي.

وجاءت عطلة اليوم الأحد لتحقق تقدماً ملموساً على خط التهدئة مع شيء من التشويش بسبب ردود الأفعال على حكم ديوان النائب الحربش. اليوم نحن ننتظر على أحر من الجمر شهر رمضان الذي سيهل علينا في وقت وزمن صعب، حيث تصل الحرارة إلى ما يفوق الـ50 درجة مئوية، ويتزامن مع الربع الأخير من انتهاء دور الانعقاد. يهل علينا بعد تشكيل 10 حكومات و5 انتخابات برلمانية منذ عام 2003 وحتى اليوم، وهذا هو عين الاستخفاف بنعمة النفط والوقت.

رمضان والقيظ سيفرض على الجميع الصمت بطقوسه الدينية والاجتماعية التي تمتد لساعات متأخرة من الليل، وصولاً إلى الفجر، ما ينهك كل ذي شهوة للكلام في نهار اليوم التالي.

مع التذكير بأننا سنستظل بهذه الطقوس 30 يوماً وبعدها يبدأ موسم الهجرة - ومعنا نوابنا في البرلمان - إلى بلدان السياحة.

الكويتيون بحاجة إلى هدنة، صمت انتخابي، استراحة، سمها ما شئت. فقد تحول جزء كبير من الناس إلى متفرجين على صراع الحكومة والمجلس وصار خبزهم اليومي، وهو شيء طبيعي في بلد ليس فيه حديقة ومسرح وملاعب كرة قدم مجانية!

الكل يطرح حلاً هنا وهناك وتبقى الحكومة الطرف الوحيد الذي لا يملك سوى إطعام الناس ومنحهم الكوادر وتقديم الخدمات الإدارية عبر وزاراتها... فقط لا غير، أي أننا نعيش في بلد "تسيير الأمور اليومية" كتوفير الكهرباء والماء والوقود والتموين وإطفاء حرائق الجهراء كل يوم جمعة.

مقابل كل هذا القلق وبسبب انعدام المبادرة الحكومية وتشرذم البرلمان، يبقى من المستحق أن يسلم المواطنون على صحتهم النفسية التي بدأت في التدهور هي الأخرى. كيف ذلك؟

الجواب: أن يأتي رمضان ونصوم عن الكلام والطعام وننظر إلى السماء لمدة شهر حتى يتغير حالنا السياسي ويأتي رجال دولة يعون أننا بلد يصدر نفطاً فقط.