كان!

نشر في 29-04-2012
آخر تحديث 29-04-2012 | 00:01
No Image Caption
 د. ساجد العبدلي كان من أولئك الذين يعتنون كثيراً بصحتهم، وينتبهون لوزنهم دائماً، لأن السمنة تضر بالقلب والدورة الدموية كما كان يقول.

وكان يحرص منذ نعومة أظفاره على تناول وجبة الإفطار؛ لأنها أهم وجبة غذائية طوال اليوم كما كان يردد دوماً.

ثم يتناول وجباته التالية بمقادير محددة وفي أوقات معينة، ويحرص كثيراً على ألا يتناول شيئاً قبل النوم بساعات عدة، اتباعا لنصيحة طبية قرأها في مكان ما.

وكان يتناول الكثير من الفواكه والخضروات؛ لأنها غنية بالمواد المهمة لتغذية الجسم وصحته، وكذلك تحتوى على مواد تقاوم السرطان، كما قرأ ذات مرة، وتحتوي أيضاً على الكثير من الألياف، والألياف تساعد على الهضم.

ولا يتناول إلا القليل القليل من النشويات واللحوم الحمراء؛ لأن الإكثار منها ضار بالصحة.

وكان يحرص أيضاً على مراقبة الدهون في طعامه والتقليل منها بقدر الإمكان، فلا يقترب من "المقالي" أبداً.

كما أنه لا يحب الأكل في المطاعم، لأنه لا يثق بنظافتها أبداً، ويفضل بدلاً منها طبخ البيت.

وكان لا يقترب من المشروبات الغازية، لأنها تضر بالصحة وتحتوي على العديد من الأصباغ الصناعية الضارة، كما كان يردد.

ويحرص بدلاً منها على تناول العصير الطازج دائماً، وعصير البرتقال الطبيعي عصيره المفضل، فالبرتقال لا يحتوي على فيتامين سي فحسب، بل يحتوي كذلك على العديد من الأملاح المهمة الأخرى.

ولا يشرب القهوة، إنما يفضل الشاي، والشاي الأخضر على وجه الخصوص، فالشاي الأخضر أفضل، لأن فيه العديد من الفوائد الصحية التي اكتشفها الصينيون من قبل آلاف السنين.

وكذلك كان يشرب الماء طوال الوقت، فقد قرأ ذات مرة أن شرب ليترات عدة من الماء يومياً مفيد جداً لتنشيط الكلى وطرد السموم من الجسم.

وكان يكره التدخين ولا يحب المدخنين، ولم يدخن سيجارة في حياته قط، حتى في فترة مراهقته.

وكان يكره السهر ولا يخرج في المساء إلا مضطراً، وله أوقات دقيقة للنوم.

كان ممن ينامون باكراً ويستيقظون باكراً.

فالعقل السليم في الجسم السليم، والجسم السليم يحتاج إلى قسط وافر من النوم كل ليلة... هذه عبارته ونصيحته الدائمة.

وكان رياضياً كذلك يمارس الرياضة بانتظام، حتى حين يكون مسافراً.

يحب السباحة؛ لأنها تحرك وتقوي كل عضلات الجسم في آن واحد.

ويعشق التريض والهرولة في الصباح الباكر، فالهواء حينها يكون أنقى ما يمكن، ورئة الإنسان تحتاج إلى أن تستنشق الهواء النقي حتى تطرد ما قد يكون علق بها من غبار وأدخنة.

كان يؤمن بهذا كله ويحرص عليه كساعة سويسرية دقيقة وينصح به من حوله.

وذات صباح، وكعادته دوما في ذلك التوقيت الثابت منذ سنوات،

أفاق باكراً واغتسل وشرب كوباً من الماء النقي، وارتدى ملابس الرياضة وخرج للهرولة.

وهناك عند الناصية... من حيث لا يعلم... خرجت سيارة مسرعة...

فدهسته... ومات!

back to top