تجددت موجة التظاهرات والاحتجاجات في البلاد، وكانت منطقة تيماء هذه المرة مسرحاً للأحداث التي بدأت بشكل سلمي لكنها انتهت باشتباكات واعتقالات ومطاردات بين أفراد القوات الخاصة ومجاميع من غير محددي الجنسية، الذين تجمهروا عصر أمس في ساحة المسجد الشعبي بتيماء قبل أن تنتقل المواجهات الى الشوارع الداخلية للمنطقة.

Ad

بداية سلمية

وقال مصدر أمني لـ"الجريدة" إن مجموعة من غير محددي الجنسية يبلغ عددهم حوالي 100 شخص تجمعوا في ساحة المسجد الشعبي بعد صلاة العصر، وأبلغوا رجال الأمن أن تجمعهم سلمي، وأن هناك ترخيصا، على حد علمهم، من الجهات الأمنية.

وأشار المصدر إلى أنه في هذه الأثناء تدخل مدير أمن محافظة الجهراء اللواء إبراهيم الطرح وتفاوض مع المتجمهرين بشكل حضاري، وأبلغهم أن الترخيص الذي منح لبعض النشطاء ألغي من قبل وزارة الداخلية، بسبب مخالفته للشروط العامة، وفي مقدمتها شرط أن يتم تقديم طلب الترخيص قبل خمسة أيام من موعد التجمع، مشيرا إلى أن اللواء الطراح طلب من المتجمهرين تقديم طلب جديد لتنظره الجهات المعنية.

وأضاف أن الطراح طلب من المتجمهرين الانصراف وفض التجمع بشكل سلمي دون تدخل القوات الخاصة التي كانت تضرب طوقاً حول المكان، لافتاً إلى أن المتجمهرين استجابوا لطلبه غير أن السلمية لم تدم طويلاً، حيث تلقت القيادات الأمنية الموجودة في تيماء أكثر من بلاغ من غرفة عمليات "الداخلية" والدوريات الأمنية المنتشرة في المنطقة عن خروج مجاميع في الطرق الداخلية للمنطقة وتنظيم مسيرات.

اشتباكات وكر وفر

وقال المصدر إن مدير عام الإدارة العامة لقوات الأمن الخاصة العميد علي ماضي أعطى أوامره للقوات بالتحرك الفوري والتعامل مع المجاميع التي حاول مدير أمن محافظة الجهراء اللواء الطراح مفاوضتها مرة أخرى سلميا، إلا أنها أصرت على المواجهة، وبدأت أعداد منها برشق رجال القوات الخاصة بالحجارة والزجاجات الفارغة وتحديداً في قطعة 6 قبل أن تضرم تلك المجاميع النار في حاويات القمامة لمنع وصول آليات القوات الخاصة إليهم.

ولفت إلى أن القوات الخاصة ردت على حجارة المتجمهرين بالقنابل الصوتية والدخانية والغاز المسيل للدموع، إلا أن تلك المجاميع أصرت على المواجهة وردت على قنابل القوات الخاصة بإلقاء المزيد من الحجارة، لتبدأ بعدها عملية الكر والفر بين القوات الخاصة والمجاميع التي كانت متمركزة في الشوارع الداخلية.

وأوضح أن رجال القوات الخاصة نجحوا في فرض سيطرتهم بعد حوالي ساعة من المواجهات، وتمكنوا من تفريق تلك المجاميع والقاء القبض على 8 متظاهرين، وتحويلهم إلى الإدارة العامة للمباحث الجنائية، بينما اعتقل أحد كوادر التيار التقدمي محمد قاسم، وهو مواطن، بعد أن حاول معرفة اسم احد المعتقلين البدون، وحدث تلاسن بينه وبين رجال المباحث الذين اعتقلوه ثم أطلقوا سراحه.

قال مصدر أمني إن اللواء الطراح طلب من قوات الأمن العام التواجد في الموقع مع دوريات النجدة والمرور وإقامة عدد من النقاط الأمنية الثابتة والمتحركة لفرض السيطرة الأمنية، وضبط العناصر التخريبية التي كانت تحاول إحداث الفوضى وتحريض المتجمهرين على عدم فض الاعتصام، وجر قوات الأمن إلى مواجهات جانبية بقصد استنزاف القدرات الأمنية.

وأضاف المصدر أن القيادات الأمنية بينما كانت تعمل على فرض السيطرة الأمنية على أرض الواقع تلقت بلاغات عديدة عن وجود تجمعات في منطقة الصليبية، مشيراً إلى أن قوات الأمن العام توجهت إلى الموقع وعملت على تفريق المتجمهرين الذين قدر عددهم بنحو 40 شخصا.