رغم القلق الدولي المتصاعد ودعوات السعودية إلى تحكيم العقل والتدخل القوي لمصر، بلغ سيل الهجمات المتبادلة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية مداه، وبدا أن قطاع غزة يتجه بخطى ثابتة نحو حرب شاملة.

Ad

واستدعت إسرائيل أمس آلاف الضباط والجنود في ظل استمرار غاراتها الجوية على القطاع التي بلغ عددها منذ الأربعاء الماضي نحو 600 غارة أوقعت 25  قتيلاً، في حين أعلنت "كتائب عزالدين القسام" الذراع العسكرية لحركة حماس إطلاق ثلاثة صواريخ من طراز "قسام 75م" المطور، استهدف أحدها مدينة تل أبيب، وسط إسرائيل، والآخران مدينة القدس.

وسقط صاروخ في منطقة غوش عتصيون جنوب القدس دون أن يوقع أضراراً، ودوّت صفارات الإنذار في المدينة المقدسة للمرة الأولى منذ عام 1991، وأصيب سكانها بهلع شديد.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل على استعداد لتوسيع العملية العسكرية في غزة بصورة "مهمة" بعد اجتماعه مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في القدس، وذلك بعد سلسلة اجتماعات أمنية، مضيفاً أن "التصعيد في الأسابيع والأيام المنصرمة هو اختيارهم (الفلسطينيون)".

وكثف الجيش الإسرائيلي أمس تحضيراته لعملية برية محتملة في قطاع غزة، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى من عملية "عمود الدخان"، التي يقوم بها الطيران قد انتهت.

وبينما بثت محطات التلفزة الإسرائيلية صوراً لشاحنات تنقل دبابات وكذلك وحدات مشاة تتجه نحو غزة، بدأ الجيش الإسرائيلي تعبئة 16 ألفاً من الاحتياطي من أصل 30 ألفاً كان وزير الدفاع إيهود باراك وافق أمس الأول على استدعائهم.

في المقابل، وبينما ارتفعت أمس حصيلة ضحايا الغارات المستمرة منذ عصر الأربعاء إلى 25 قتيلاً، بينهم 8 أطفال وامرأتان، وأكثر من 260 جريحاً، منهم 62 طفلاً و42 امرأة، أعلنت "كتائب القسام"، الذراع المسلّحة لحركة "حماس"، أنها أسقطت مساء أمس طائرة حربية إسرائيلية بصاروخ أرض- جو وأن مقاتليها يبحثون عن حطامها وسط غزة.

وأصيب أمس 3 جنود إسرائيليين من جرّاء سقوط صاروخ أُطلِق على منطقة المجلس الإقليمي أشكول في جنوب إسرائيل.

سياسياً، دعا العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إلى "تهدئة الأمور وتحكيم العقل، وألا يغلب الانفعال على الحكمة والتدبر"، وذلك خلال اتصال هاتفي من الرئيس المصري محمد مرسي مساء أمس الأول.

بدوره، حذَّر مرسي أمس من أن استمرار الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين سيكون له "ثمن باهظ، ومصر لن تترك غزة وحدها، وستقف درعاً واقية للأمة العربية والإسلامية".

وكان رئيس الوزراء المصري هشام قنديل قام في وقت سابق أمس بزيارة للقطاع تعبيراً عن تضامن مصر مع الشعب الفلسطيني، وعبر عن استعداد بلاده للتوصل إلى هدنة جديدة بين "حماس" وإسرائيل. جاء ذلك في حين أعلن وزير الخارجية التونسي رفيق عبدالسلام أنه سيزور قطاع غزة اليوم.

وفي أنقرة، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس، إن تركيا تؤيد "القضية العادلة لشعب غزة"، في حين وصف الرئيس التركي عبدالله غول الهجوم الإسرائيلي بأنه "استثمار دموي للانتخابات".

إلى ذلك، نُظِّمت تظاهرات حاشدة في مصر وتونس ولبنان وتركيا وإيران تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على غزة، في وقت تظاهر الآلاف في الضفة الغربية دعماً للقطاع كما حمل المتظاهرون السوريون المناهضون لنظام الرئيس بشار الأسد لافتات دعم لسكان غزة.