وسط المظاهر المسلحة التي عمّت المناطق اللبنانية أمس، خاصة طرابلس وعكار وبيروت، وعلى وقع التوتر السياسي، يشيع لبنان اليوم، وخصوصاً "قوى 14 آذار"، اللواء وسام الحسن الذي اغتيل أمس الأول في تفجير انتحاري في حي الأشرفية بالعاصمة اللبنانية.

Ad

ولم تنتظر "قوى 14 آذار" حتى يوم التشييع لتعود إلى الشارع، إذ شهدت ساحة الشهداء في وسط بيروت بعد ظهر أمس تجمعاً لشبان وشابات من قوى "14 آذار" تحت عنوانين عريضين، أولاً رحيل حكومة نجيب ميقاتي، وثانياً مطالبة "حزب الله" بتسليم المتهمين الأربعة في اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري.

ودعت قوى "14 آذار" إلى أوسع تشييع جماهيري للحسن في بيروت اليوم، إذ طالب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في كلمة "الجميع بالمشاركة في تشييع الحسن في ساحة الشهداء"، مؤكداً أن "وجودكم يقول إن الحسن وسام على الصدر وحمى لبنان من مخطط  بشار الأسد- علي مملوك- كي لا تتفجروا أنتم"، داعياً إلى "فتح الطرقات أمام اللبنانيين للمشاركة في التشييع".

من ناحيته، دعا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الحكومة إلى "الاستقالة فوراً"، مناشداً الحزب التقدمي الاشتراكي "التحلي بالمسؤولية والاستقالة الفورية من الحكومة".

ودعا جعجع إلى "تعليق كل الاتفاقات الأمنية مع سورية وطرد السفير السوري علي عبدالكريم علي من لبنان فوراً، ونشر قوات دولية على الحدود اللبنانية - السورية".

وكان رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ألمح إلى تورط دمشق في الاغتيال، لافتاً إلى "وجود ترابط بين قضية الوزير السابق ميشال سماحة واغتيال الحسن، ولكن لا يمكن استباق التحقيق، كما لا يمكن لمجلس الوزراء أن يصدر قراراً أو موقفاً، ولكن، شخصياً، قلت إنه لا يمكنني أن أفرق بين ما حصل وبين اكتشاف مخطط سماحة".

وقال ميقاتي: "أكدت لفخامة الرئيس ميشال سليمان عدم تمسكي بمنصب رئاسة الوزراء وضرورة النظر في تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة".

وأضاف: "أعرف أن طائفتي (السنية) تشعر بأنها مستهدفة، لذلك أقول لها إنني أستغني عن هذا المنصب أو غيره". مبيناً أن سليمان "طلب فترة زمنية معينة لكي يتشاور مع أركان هيئة الحوار الوطني"، مضيفاً: "لذلك علقت أي قرار إلى حين يأتيني رد فخامة الرئيس على تصور معين".

وأوضح رداً على أسئلة الصحافيين: "لن أداوم في السراي الحكومي، وألغيت جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة الاثنين"، مشيراً في المقابل إلى أنه سيحضر "أي جلسة استثنائية لمجلس الوزراء".