مرت ثاني الندوات التي أقامها تجمع "نهج" مساء أمس في ديوان النائب السابق محمد الخليفة بسلام، وسط استمرار خطاب التصعيد لكتلة الأغلبية.
وسمحت وزارة الداخلية للمرة الثانية، بعد ندوة الأربعاء الماضي التي أقيمت في ديوان النائب السابق سالم النملان، للمنظمين بإقامة الندوة خارج الديوان، فيما يبدو تراجعاً منها عن قرارها السابق بمنع إقامة الندوات خارج حدود الديوانيات.وقال النائب السابق محمد الخليفة في الندوة إن "الخبراء الدستوريين يرفضون خرق قانون الدوائر، والمحكمة الدستورية حصنت القانون، ونحن لسنا ضد تعديل الدوائر لكن مع التعديل عبر مجلس الأمة القادم".وأضاف الخليفة إن رغبة الشعب الكويتي ليست كما يوصلها لسمو الأمير "المطبلون والمتنفذون، ونحن نطالب بتطبيق القانون وفق ما جاء في الدستور"، مضيفاً: "إننا نخاطب الأمير لمصلحة البلد"، مشيراً إلى أن "الجهراء كانت عبر التاريخ تدافع عن مصلحة الكويت وشعبها والدستور، والتاريخ لا يبخس حق رجالات الكويت".وتابع موجهاً خطابه لسمو الأمير: "نريد أن يذكرك التاريخ بالخير من خلال مناصرة الدستور"، مشدداً على أنه "لا أحد ينازع الأمة في قراراتها والقوانين التي تناسب الشعب"، مطالباً بتعديل قانون الدوائر إلى دائرة واحدة "وهذه هي قمة العدالة".ومن جهته، قال النائب السابق محمد الهطلاني: "إننا اليوم نلجأ إلى الشعب الكويتي ليكون الحكم بيننا وبين السلطة، ونريد أن يسمع ذلك كل من في السلطة ومجلس الوزراء"، مضيفاً أن "القوى المتنفذة تسعى اليوم إلى إيجاد مجلس غير شعبي لا يشرف الشعب، ونحن سنستمر في الاجتماعات والندوات لإيصال صوت هذا الشعب، ولمنع اختطاف بيته".وأكد أن "الشعب لن يسكت عن اختطاف بيت الأمة من قبل القوة الفاسدة، وأن هذا المشهد سيسقط، ونحن لا نريد أن ننصت للأقوال التي تدعو إلى التهدئة؛ لأن الثمن سيكون باهظاً مستقبلاً، وسنواجه كل من يريد إجهاض هذه المحاولات بالتصدي لقوى الفساد".وتابع الهطلاني إن الضرورة اليوم "ليست في تعديل الدوائر إنما في إصدار الدعوة للانتخابات، وغير ذلك سنستمر في المواجهة للحفاظ على مكتسبات الشعب".بدوره، قال النائب السابق مبارك الوعلان إن "المجاملة لا تفيد اليوم، ولن نقبل بهدر كراماتنا وهدر الدستور، ولا يمكن لأي كان أن يقطع العهد بيننا وبين الأسرة"، مضيفاً أن "القبضة الأمنية لا تخيفنا، وسنقول الحق في رسالة مدوية، وقد استمع الشعب لرسالة سمو الأمير واختار ممثليه في مجلس 2012، لكن ضاقت الصدور من هذا المجلس".قال الوعلان: "نحن لا ننتقد ذات سمو الأمير، ونرفض ما يصوره مستشارو السوء، والذي بيننا وبينكم الدستور"، لافتاً إلى أن خطابهم وجه إلى سمو الأمير لعدم وجود مجلس أمة.من جانبه، قال النائب في المجلس المبطل أسامة المناور إن "حكم المحكمة الدستورية جاء كالصاعقة على الوزراء الذين كنا نتواصل معهم خلال الفراغ الدستوري منذ يونيو الماضي... وكنا نقول لهم هل يعقل أن يقدم طعن بدون أي مسوغ قانوني؟! وكان الرد يأتينا إننا أردنا حمايتكم".وأكد أن المسألة بعيدة عن الاستقرار السياسي، "بل كانت ضد الأغلبية التي كانت تمثل الشعب، وأرادت تطبيق طموحات الشعب على أرض الواقع، وإعادة الكويت درةً للخليج".وتابع موجهاً خطابه لصاحب السمو: "يا سمو الأمير، آباؤنا وأجدادنا وقفوا مع آبائك وأجدادك ولم يخذلوهم يوماً، ونحن لن نخون الأمانة، ولو جاؤوا وقالوا خمس أو ست دوائر فلن نقبل لأنها مسألة مبدأ".وقال النائب السابق علي الدقباسي: "إننا لن نتنازل أو نتراجع أو نخاف، وسنكون متضامنين مع زملائنا، لأن مطالبنا المحافظة على الدستور، ونحن مستعدون للتصدي لكل مَن يحاول العبث بإرادة الأمة".وأضاف: "نقول للسلطة، نحن نرفض قرارات الضرورة وكل ما يتعلق بالنظام الانتخابي"، موضحاً أن "الأمر لم يعد خافياً إذ إن الشعب يعيش مسلسلاً مكسيكياً بحلقات طويلة، وأنا هنا أتساءل: لماذا لجأت السلطة إلى المحكمة الدستورية إذا كان لديها توجه بمراسيم الضرورة؟ ماذا يعني حكم المحكمة؟ أليس تحصيناً للنظام الانتخابي؟".وتابع الدقباسي: "نحن هنا للخروج من هذا المأزق الذي نعيشه منذ خمس سنوات، تم خلالها حل المجلس خمس مرات أيضاً، وتشكلت خلالها عشر حكومات، والنتيجة تعطل مصالح البلد، فإلى متى سنستمر في هذا الوضع وكيف؟!".وأضاف: "أعتقد أن المخرج بالعودة إلى الأمة، فهي صاحبة السيادة، ليقول الشعب كلمته، وبعد ذلك تقدم الحكومة ما لديها"، مشيراً إلى أن "الانحراف والتفرد بالقرار مرفوضان، وسنظل متمسكين بالدفاع عن حرياتنا ومكتسباتنا، فالشعب يعاني محاولات لقلب الحقائق وضجيجاً إعلامياً يحاول تضليل الشعب بأن لدينا أهدافاً أخرى".ومن جانبه، قال النائب السابق جمعان الحربش إن "الكلمة التي نقولها على المنبر هي شهادة أمام الله"، لافتاً إلى أن "الرسول عندما أتاه يهودي يشتكي لم يستدع القوات الخاصة، بل قال إن للرجل الحق في أن يطالب بحقوقه".وأضاف الحربش: "انزعجوا من حديث ندوة النملان، بينما لم ينزعجوا من كلمة مرزوق الغانم وصالح الملا وأسيل العوضي، فإما أن نكون على مسطرة واحدة أو ندفع أرواحنا لذلك"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن التراجع إلى الوراء، وهناك من يقول اضربوهم كي لا نصبح مثل مصر".وبين أن "الصراع اليوم على القبائل، وفي الكتلة يصطف معنا الكثير من خارج القبائل، لذا نقول لهم ما قاله من قبلنا: الطاعة في المعروف ولا طاعة في غير المعروف"، متابعاً: "إن محبة القيادة السياسية هي علاقة بين الحاكم والمحكوم، ونحن لم نخن البيعة وأيدينا ممدودة مع الكرامة، وأما غير ذلك فلا والله".
آخر الأخبار
ندوة الخليفة مرت بسلام
14-10-2012