أهم القمم الخليجية!

نشر في 14-05-2012
آخر تحديث 14-05-2012 | 00:01
No Image Caption
 صالح القلاب أنْ ينتقل مجلس التعاون الخليجي بعد ثلاثين عاماً من وضعه الحالي إلى اتحاد بين دول الخليج العربية فإن هذا في حقيقة الأمر مسألة لا تعني هذه الدول وحدها، بل تعني العرب كلهم وتعني دول هذه المنطقة بأسرها، وهي خطوة إن تمَّ إنجازها الآن أو بعد فترة فهي ستحظى بتأييد وترحيب كل الدول العربية أو معظمها، لكنها ستواجَه بالرفض من قبل بعض دول الإقليم وبخاصة من قبل جمهورية إيران الإسلامية.

كان هذا المجلس عندما تشكل في الخامس والعشرين من مايو عام 1981 قد اعتبر خطوة هامة في اتجاه الوحدة العربية المنشودة التي رغم أن شعاراتها قد طغت على عقود خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي، فإنها بقيت مجرد تأوهات وجدانية لم يتحقق منها أي شيء فعلي على أرض الواقع اللهم باستثناء الوحدة المصرية السورية التي لم تصمد إلا سنوات قليلة، والوحدة القصيرة العمر بين النظامين الملكيين الهاشميين في العراق والأردن التي جرى اغتيالها بانقلاب دموي قاده عبدالكريم قاسم في عام 1958 كان فاتحة الانقلابات العسكرية المدمرة التي تلاحقت بعد ذلك، وأوصلت بلاد الرافدين إلى هذه الأوضاع المأساوية التي تعيشها الآن والتي لاتزال مفتوحة على احتمالات كثيرة.

عندما تشكل مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الخامس والعشرين من مايو عام 1981 ما كان من الممكن أن تسمح إيران بإنشائه لو لم تكن قد دخلت تلك الحرب المكلفة مع العراق التي بدأت في سبتمبر 1980 واستمرت حتى الثامن من أغسطس عام 1988، فهذا البلد الذي من المفترض أنه الأقرب إلى العرب وإلى تطلعاتهم الوحدوية بقي يناهض أي توجه وحدوي عربي إنْ في عهد الشاه السابق محمد رضا بهلوي وإنْ بعد انتصار الثورة الإسلامية الخمينية. إن المفترض أن هناك اتفاقاً من قبل العرب كلهم وليس من قبل الأشقاء في الخليج العربي فقط أن هذه التجربة قد حققت، رغم بعض إخفاقاتها المبررة وغير المبررة، إنجازات لا يمكن إنكارها وأنه آن الأوان بعد ثلاثين عاماً للانتقال بها من صيغة "التعاون"، الذي يجب أن يستمر ويتواصل، إلى صيغة الاتحاد الذي يجب ألا يلغي خصوصية أيٍّ من دوله.

لقد انطلق الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عندما دعا إلى هذه الخطوة الإستراتيجية الهامة التي تدل على سعة الأفق والتقاط اللحظة التاريخية، من أنه لا يجوز أن يبقى العرب بصورة عامة والخليجيون بخاصة يكتفون بما هُم عليه إن بالنسبة لمجلس التعاون وإن بالنسبة للجامعة العربية بينما العالم كله قد اختار، تحت ضغط الاستحقاقات الاقتصادية والسياسية المُلحّة، التكتلات الجهوية والإقليمية واليوم وفي قمة الرياض التشاورية فإن المفترض أن تكون هناك وقفة شجاعة تستجيب لتطلعات خادم الحرمين الشريفين الإستراتيجية التي تشكل التقاطاً فعلياً للّحظة التاريخية وذلك على صعيد المنطقة العربية بأسرها وعلى صعيد الإقليم كله.

back to top