راحة سلبية !
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
وإن كنت قلت ما قلت، فبطبيعة الحال سيكون هذا الكتاب، كما أي كتاب آخر، مكتوبا من زاوية نظر مؤلفه، وبالتالي فقد يحوي في داخله ما يختلف معه الآخرون ويعارضونه، سواء أكان هؤلاء الآخرون من الذين كانوا طرفا في تلك الأحداث أم من غيرهم، لكن هذا الأمر لا يصح أن يكون مدعاة لمنع الكتاب من النشر والتداول بأي حال من الأحوال. والمفروض أنه إن كان "راحة سلبية" قد حوى داخله ما تراه وزارة الإعلام يعد من قبيل المخالفات المنصوص عليها قانونيا، فمن الواجب أن تتخذ الوزارة السبيل الرسمي السليم لمقاضاة المؤلف والناشر، وسحب الكتاب من التداول إن ثبت أن معها الحق، لا أن تمنعه هكذا دون سند، بل أن ترفض تزويد المؤلف بقرار المنع بشكل رسمي حتى يتسنى له أن يتظلم قانونيا من قرارها.القاعدة السائدة بين الناس تقول إن كل ممنوع مرغوب، وهو ما حصل في حالة "راحة سلبية"، فالكتاب اليوم قد أصبح من الأكثر مبيعا في قائمة كتب مكتبة آفاق، وهي الدار التي قامت بنشره، وتزايد الطلب عليه بحثا من الناس عن ذلك المحتوى الذي جعل وزارة الإعلام ترفض السماح بنشره، ولا أستبعد أنه، وخلال فترة قريبة، سيصبح مبذولا على الإنترنت بصيغة إلكترونية، إما بشكل رسمي وإما ربما بنسخة مصورة، ليصل إلى أبعد من كل الأبعاد التي كان من الممكن أن تتخيلها الجهات التي ترغب في منع نشره وتداوله.انتشار الفكر، بغض النظر عن ماهيته وطبيعته، لا يمكن منعه منذ فجر التاريخ، فما بالكم بمحاولات منعه اليوم في هذا الواقع المفتوح والمختلف تماما. إن هذا لمن قبيل العبث بل السذاجة ولا شك، فالفكر لا يواجهه إلا الفكر يا سادتي، وقد آن لكم أن تفهموها وتقتنعوا بها.