هل تذكر أخي القارئ زيارة أوباما إلى القاهرة باعتبارها مركز الشرق الأوسط وتداعياتها؟ في يونيو 2009 ألقى خطابه الشهير في جامعة القاهرة موجهاً إلى العالم الإسلامي، وانطلقت الأغاني منها لشعبان عبدالرحيم الذي أنشد: «من جامعة القاهرة ومهد الحضارات, مصر سمعنا أوباما بيقول خطاب العصر, ويا عربي, ياللي واقف تتفرج من بعيد دي رسالة تفهمها وتستفيد».

Ad

وعلق بريجينسكي قائلا: «لا تأتي الانتخابات لاختيار رئيس جديد إنما لإعادة تعريف دور الولايات المتحدة في حقبة مهمة». بعدها بعام انطلق «الربيع العربي» بشمال إفريقيا وابتدأت حقبة جديدة في الشؤون الشرق أوسطية، ومحاور جديدة في السياسة الخارجية الأوروبية والأميركية تجاه الشرق الأوسط ككل.

بسبب ما يسمى «بتغيير البوصلة الاستراتيجية» في الدول التي شهدت تغيير الأنظمة، واختبار القدرات في تلبية طموحات شعوبها، وبالتالي السعي إلى البحث عن نموذج سياسي مناسب لاستيعاب التغيير تحت هواجس الانقسامات الداخلية.

التغيير الذي اجتاح الشرق الأوسط هو كسر حاجز الخوف، وفتح المجال للتنفيس الشعبي، فأصبحت دول الربيع بحاجة إلى الاستثمار بإيجابيات الثورة، والسير بحذر بين محاسبة النظام السابق ورسم سياسة محلية ترتكز على استعادة هويتها, وتجديد علاقاتها الخارجية والاستثمار بسياسة خارجية جديدة لدورها العربي وإدارتها لمعاهدات السلام بشكل إيجابي.

اليوم، وفي ظل السباق الرئاسي الأميركي يعود أوباما الويلسوني أي المنسجم مع مبادئ وودرو ويلسون المؤيدة لنشر الديمقراطية والتغيير لسباق الترشح لفترة رئاسية أخرى، ويحاول الكثير من المحللين والكتّاب، ومنهم فواز جرجس، التوصل إلى مسار أوباما في إدارة السياسة الخارجية الأميركية، هل هي تحويلية أم مركزية وواقعية؟ وما مكانة الشرق الأوسط في أجندة أوباما؟ وهل النهج استمراري أم متغير؟

تاريخيا عرفت الولايات المتحدة بالنهج الانعزالي، ثم تغيرت إلى اتخاذ القرار تجاه الشرق الأوسط متأثرة بالوجود الإسرائيلي والتنافس الأميركي البريطاني في المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد انتهاء الحرب الباردة وأحداث الحادي عشر من سبتمبر، واليوم فترة ما بعد الربيع العربي.

الأعباء التي ستنعكس على محاور السياسة الخارجية، والتي تتحملها دول الشرق الأوسط كثيرة، منها قضية السلام والأمن الداخلي وحماية المنطقة من التراجع في سلم التنمية والحريات، والسباق سينطلق في نوفمبر بين أوباما والمنافس الجمهوري رومني الذي اختار ناشطا من حزب الشاي وخبيراً مالياً نائباً له، وهو بول رايان، فهل سنرى دول الشرق بنهج ستاتيكي ثابت أم متغير؟

أمامنا مؤتمر مكة حد فاصل في قضايا العالم الإسلامي، ومشروع الاتحاد الخليجي سيأتي لتجميع القوى الاقتصادية في شبكة إقليمية. والبقية ستأتي؟!

كلمة أخيرة:

الفرق الأجنبية في الأولمبياد عبارة عن أبطال حاليين وأبطال سابقين وتنسيق إعلامي وجهود في الدبلوماسية العامة متى نتعلم؟! وصناعة البطولة تأتي بالعدالة في الاهتمام بكل أنواع الرياضة ابتداء برياضة المكفوفين والمعاقين ثم الرياضة النسائية، وانتهاء بكرة القدم وليس العكس.