القلاف والمتوكل ومراد أنشدوا في حب الوطن
ضمن الأمسية الشعرية الثانية لفعاليات معرض الكتاب
تنوعت الأشكال في نصوص الشعراء المشاركين في الأمسية الشعرية الثانية، ضمن فعاليات معرض الكويت للكتاب، وكان للشأن الوطني الحظ الأوفر من القصائد.
تنوعت الأشكال في نصوص الشعراء المشاركين في الأمسية الشعرية الثانية، ضمن فعاليات معرض الكويت للكتاب، وكان للشأن الوطني الحظ الأوفر من القصائد.
أحيا الشعراء وليد القلاف وغازي مراد وابتسام المتوكل أمسية شعرية في المقهى الثقافي ضمن فعاليات معرض الكويت للكتاب في نسخته الـ37، وأدارت الأمسية الإعلامية أمل عبدالله.قرأ الشعراء المشاركون مجموعة قصائد منتقاة من دواوينهم الشعرية، معبرين عن حبهم للوطن، مترجمين أحاسيسهم الذاتية عبر نصوص تدعو إلى التفاؤل وتركز على وحدة الصف وتلاحم فئات الشعب، وقد استهلت مديرة الجلسة الإعلامية أمل عبدالله حديثها بالترحيب بالضيوف والجمهور، مؤكدة أن الشعراء المشاركين في الأمسية يحظون بمكانة مرموقة في بلدانهم، مقتبسة بعض الأبيات الشعرية في تقديمها لفرسان الأمسية.
يد واحدةوعقب ذلك قرأ الشاعر وليد القلاف قصيدتين وطنيتين اتسمتا بالحس الجميل والنبرة المتزنة شعريا، إذ قدم عبر قصيدة «كل الأيادي يد» نصا شعريا يدعو إلى الوحدة الوطنية والتلاحم، مستعرضا مسيرة الأجداد والآباء الذين صنعوا المجد وتميزوا بالعطاء ونكران الذات، بينما ينتقد النص الآخر المعنون «أحوالنا» الواقع في الكويت. يقول الشاعر وليد القلاف في قصيدة «كل الأيادي يد»:بِما اعْتَقَدْتِ جَميعُ النّاسِ تَعْتَقِدُ/ وَفيكِ كُلُّ الْأَيادي يا كُوَيْتُ يَدُ/ وَرايَةُ الْحُبِّ مِنْ مَعْناكِ راسِمَةٌ/ بَيْنَ النُّجومِ ائْتِلاقًا ما لَهُ نَفَدُ/ ضِياؤُهُ احْتَشَدَتْ فيهِ الْعُصورُ وَكَمْ/ نادَتْ : أَيا بَلَدًا ما بَعْدَها بَلَدُ/ حَتّى نَزَلْتِ مِنَ الْعَلْياءِ مَلْحَمَةً/ قِوامُها الْحُبُّ وَالْإخْلاصُ وَالْجَلَدُ/ تَمْشينَ مَشْيًا يَراهُ الْفَجْرُ فاتِحَةً/ لِدَوْلَةٍ ما لَها إلّا النَّدى سَنَدُ/ بِحارُها حُرَّةٌ... وَالْأَرْضُ زاخِرَةٌ/ وَالنّاسُ مَوْعودَةٌ... سُبْحانَ مَنْ يَعِد بابا اليمن.وتلا هذا الإلقاء المفعم بالحماس، مشاركة الشاعرة اليمنية ابتسام المتوكل إذ صافحت مسامع الحضور وقرأت تسع قصائد، مفضلة أن تلج إلى الأمسية من «باب اليمن» وأنشدت: «صنعاء فاتنتي/ وواحدتي وسيدة المدن/ صنعاء سر يمامة/ عشقت فهامت وافتتن/ هي القدم المقيدة الرؤى/ هي رقصة موزونة/ تختال في «باب اليمن».وعقب هذه الأبيات المفعمة بمفردات الغزل بالوطن وبالمدينة اليمنية العريقة، انتقلت الشاعرة إلى مدينة أخرى لا تقل عراقة، فكانت قصيدة «كل بحر تجيء عدن»، وتقول فيها:وتجيء عدن/ مرة في البحار التي سوف أعبر مرة في انفجار/ سيمطر مرة في اشتهاء الحبيب/ إنما عدن لا تجيء – حينما يرصد البحر – عاشقها/ إذ يمد إليها هواه الجريء/... عدن حينها/ دون بحر تترك البحر ودون عدن/ تغتلي ثم تتقن إطفاء كل مفاتنها/ دون عين الرقيب.ثم قرأت الشاعرة نصا أهدته إلى المغرب، وعقب ذلك قرأت قصيدة بعنوان «مثل أيامي»، مستخدمة لغة مكثفة متماشية مع إيقاع الشعر الحديث، ومن أجوائها: الغريب أتى/ غامضا/ كالصدى/ لا تمس الحروف حقيقته/ أو تحيط به المفردة/ الغريب الذي اشتهيه أنا/ وتحن إليه الأصابع/ واحدة/ واحدة!ثم ألقى الشاعر اللبناني غازي أحمد مراد مجموعة قصائد بدأها بنص أهداه إلى شهداء غزة الذين يسطرون أروع البطولات في دفاعهم عن وطنهم، يقول فيه: شكرا لكفك كم يجود ويصفع/ يا ابن غزة فارسا لا يركع/ تتحدث الأجيال عن وقفاته/ منك البطولة تستمد وتصنع.ثم قرأ مراد قصيدة أهداها إلى الكويت بعنوان «لك يا كويت» أكد فيها على وحدة المصير بين الكويت ولبنان، مشيرا إلى قواسم مشتركة بينهما، ممتدحا جهود دولة الكويت في إرساء السلام والأمن في العالم، وكذلك يشيد بالنهضة العمرانية وأصالة الخلق، ومنها هذا المقطع: شعبان بينهما الرباط أصالة/ وعرى الصداقة أوثقت أياما/ في دولتين من التشابه أوجه/ جمعت لأهل المواطنين قواما/ وتقاربت فينا القلوب تصافيا/ والحب وحد بيننا الأحلاما/ إن سال دمع في الكويت فمثله/ تهمي بلبنان العيون تماما/ أو لف لبنان السحاب مخيما/ فالشمس تصبح في الكويت غماما.