ما معنى أن أعرفك؟
![فوزية شويش السالم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1555928838345230500/1555928850000/1280x960.jpg)
هو أنك تلم بالتفاصيل والأحداث التي تحصل في حياته، أم أنك تعرفه من خلال جوه؟تعرف طباعه وأخلاقه من الداخل، ماذا يحب، وماذا يكره، موقفه من الأشياء والأحداث الأساسية في الدنيا. تحس فيه وقت زعله، وتتحمل غضبه، وتسامحه وقت غلطه، وتواسيه حينما يحزن، وتكون إلى جانبه حين يحتاج إليك. ما كتبه فادي قوشقجي، أكد فيه ردي على كلام ابنتي، فمعرفة الشخص ليست الدخول والحشرية في معرفة تفاصيل ليست ذات أهمية في علاقتنا بمن نحب. الأهم في المعرفة هو أن نعرف جوهر من نحب وندرك طريقة ومسار تفكيره وردود أفعاله تجاه كل أحداث الدنيا، وهي الطريقة الوحيدة التي نعرف بها حقيقة من نحب.علاقة الآباء والأبناء والأسرة بشكل عام طرأ عليها تغير كبير وتشابكت فيها مصادر التعليم والتوجيه والتقويم، ولم يعد الآباء وحدهم مصدراً للتربية والتعليم، فهناك المدرسة والشارع والإنترنت والانفتاح العالمي كله يقف ضد إرادة الآباء الذين يريدون رسم حياة أبنائهم بما يصممونه ويرغبونه.ولعل علاقات المجتمع كلها بدأت تتعرض للتغيرات الكاسحة التي أخذت تهز المجتمعات العربية بوارد من المفاهيم في العلاقات المختلفة عن عادات وطباع مجتمعاتنا الإسلامية المتحفظة والمنغلقة على ذاتها، ومنها مثلاً موضوع المساكنة أي العيش في سكن واحد من دون زواج الذي بدأ ينتشر في بعض الدول العربية بشكل علني أو سري، مما رفع من تفضيل روح العزوبية على الارتباط في زواج.هذه التغيرات في حاجة إلى فهمها واستيعابها ودرس مسبباتها، ولعل مسلسل «أرواح عارية» هو بداية لطرح ومواجهة مثل هذه التغيرات التي بدأت تنتشر بسرعة في مجتمعاتنا التي لن تستطيع الوقوف في وجه التيار العالمي المهاجم في شكل العلاقات المنتشرة في «الماسنجر» والتعري القائم عبره، وكل أشكال وأنواع الاتصالات العالمية الحديثة المخترقة لكل غرف النوم التي بات لها دور كبير في التلقي والاستيعاب والفهم، لذا بات من الضروري مراجعة القيم والأعراف السائدة في مجتمعاتنا العربية حتى نتفهم الكيفية التي تواجه بها هذه التغيرات خاصة في ما يخص الخيانات الزوجية المتبادلة، وهو ما جاء في الحوار الذي طرحه فادي قوشقجي في تحليل العلاقات الجنسية التي تتم قبل الزواج، وما إذا كان لابد من إعلام كل من طرفي العلاقة بها، وأن يقبل ماضي الإنسان الذي سيرتبط به قبل أن يقبله، لابد أن يعرفه، وصحبة المفاهيم والقيم لابد أن تتغير، كمفوم الأسرة التي لا تعرف من الدين إلا الحلال والحرام، والمجتمع الذي لا يعرف من العيب إلا السرير، ولا يعرف من الشرف إلا العذرية.