غياب الشباب الكويتي المؤلم!
![طالب الرفاعي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
يعيش العالم عصر الفضاء المفتوح وعصر شبكات التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام التقليدية، المرئية والمقروءة والمسموعة، وكل هذا يصبّ في خانة العلم بملتقى مجلة العربي نافياً الجهالة، لذا والحال هذه صار من الواجب محاولة الوقوف على الأسباب الجوهرية وراء عزوف الشباب الكويتي المهتم بالإبداع والثقافة والفن عن تظاهرة مهمة كملتقى العربي أو تظاهرات وندوات أخرى سابقة. إن المتابع للشأن الثقافي الكويتي، يدرك تماماً وجود المؤسسة الرسمية ممثلة بـ"المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب"، والمؤسسة الأهلية ممثلة بـ"رابطة الأدباء الكويتيين"، و"الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية" إضافة إلى المؤسسات الخاصة وعلى رأسها "دار الآثار الإسلامية"، و"مؤسسة البابطين"، إضافة إلى العديد من الملتقيات والتجمعات الثقافية الخاصة، التي أثبتت مشاركةً وحضوراً مستمراً وفاعلاً منذ سنوات عديدة على الساحة الثقافية. وإذا ما أضيف إلى كل هذا جهود وتغطيات الصفحات الثقافية في الجرائد اليومية. فلماذا والحال هذه يغيب الشباب الكويتي عن الأنشطة الثقافية، والمهم منها خاصة؟ إن البحث في الأسباب، قد يؤدي إلى وضع الحلول الناجعة لمعالجة هذه الظاهرة التي باتت مقلقة لكل من يعمل بالشأن الثقافي، خاصة وأن مقارنة هذا الغياب بإقبال الشباب الكويتي المشتغل بالإبداع والثقافة على الوصل والتواصل مع الأنشطة والملتقيات الخاصة، يشير بشكل واضح إلى وجود خلل واختلال بعلاقة الشباب بالمؤسسة الرسمية والأهلية. فكيف السبيل إلى إصلاح هذا الخلل والاختلال؟ إن مقالاً صغيراً لن يستطيع الإلمام بكل نواحي المشكلة وكذلك اقتراح أو تصور الحلول المناسبة لها، مما يستدعي بالضرورة العمل على مؤتمر أو ندوة موسعة، يُدعى لها بشكل شخصي الجمع المبدع من الشباب الكويتي: شعراء وقصاصين وروائيين وكتاب أعمدة ثقافية وفنانين تشكيليين ومسرحيين وسينمائيين وموسيقيين وصحافيين وإعلاميين وأصحاب ملتقيات ورؤساء الأقسام الثقافية في الجرائد والمجلات، إضافة إلى المسؤولين في الجهات الرسمية والأهلية، لمكاشفة ومواجهة صريحة يقول فيها الجميع الرأي والعتب والحجة، ويصار إلى الاستماع إلى الحلول العملية، وبما يعيد للإبداع والثقافة والإعلام في الكويت وجهه المشرق، وسمعته العربية المرموقة. بنت الكويت لنفسها حضوراً وفعلا ثقافياً عربياً خلال عقود الستينيات والسبعينيات ومطلع الثمانينيات، وللمحافظة على هذا الرصيد المُشرِّف وتجديده يلزم بذل جهد مخلص ومدروس ومنظم، ولا أظن بأن ذلك مستحيل!