«الجهادي» أحمد المدلل لـ الجريدة•: حلم الدولة الفلسطينية انتهى
«أبومازن تنازل بالمجان عن حق مقدس... وحماس تقبل دولة على حدود 67»
شدد القيادي في حركة «الجهاد» الإسلامي أحمد المدلل على أن القضية الفلسطينية تحتاج اليوم إلى استراتيجية عمل موحدة تتفق عليها كل الفصائل، معتبراً أن الذهاب إلى الأمم المتحدة غير مجد وأن حلم الدولة انتهى.
وقال المدلل، في حوار مع «الجريدة»، يجب أن تدرك «حماس» أن تجربة التفاوض مع العدو فاشلة، مشيراً إلى أن المقاومة تعيش أفضل فتراتها... وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
شدد القيادي في حركة «الجهاد» الإسلامي أحمد المدلل على أن القضية الفلسطينية تحتاج اليوم إلى استراتيجية عمل موحدة تتفق عليها كل الفصائل، معتبراً أن الذهاب إلى الأمم المتحدة غير مجد وأن حلم الدولة انتهى.
وقال المدلل، في حوار مع «الجريدة»، يجب أن تدرك «حماس» أن تجربة التفاوض مع العدو فاشلة، مشيراً إلى أن المقاومة تعيش أفضل فتراتها... وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
• الرئيس محمود عباس في طريقه إلى الأمم المتحدة، لماذا ترفضون دعمه وتأييده؟- حركة «الجهاد» انطلقت ضمن ثوابت من أهمها أنه لا يمكن أن نتنازل عن شبر من فلسطين، لذلك لا يمكن أن تقبل الأرض القسمة على شعبين، ولا يمكن أن نعطي الشرعية للعدو أن يغتصب 78 في المئة من أرض فلسطين، ولا يمكن أن نتنازل، ومن هنا انطلقنا.
• برأيك ما البديل عن الأمم المتحدة، والحل للأزمة الراهنة؟- يجب إعادة حساب مرحلة 19 عاماً من المفاوضات، التي لم تجلب للشعب الفلسطيني إلا الضياع والتهويد والاستيطان والقهر، لذا نحن نحتاج إلى استراتيجية موحدة تتفق عليها كل الفصائل، خصوصا أن أبومازن تحدث شخصياً أنها وصلت إلى نفق مسدود، ولم يعطنا الصهاينة شيئا، وبالتالي انتهى حلم الحصول على أي دولة بهذه الوسائل، فالأمر يؤكد أنه لا مجال أمامنا إلا التمحور حول الجهاد والمقاومة.• كيف تقرؤون ما ينشر في الإعلام الإسرائيلي حول لقاءات واتفاقات سرية؟- نحن نرفض أي مساومات من وراء الكواليس، ودائماً يجب أن نجسد حالة الوفاق حول أي قرار يمكن أن يتخذه أي طرف، وإذا تم تسريب أي اتفاق مع العدو على حساب القضية هذا لا يمثل الكل الفلسطيني وإنما يمثل الطرف نفسه، ولا يجبرنا على الالتزام بأي اتفاق خارج الوفاق الفلسطيني.• لماذا تصدقون رواية إسرائيل بشأن تنازل عباس عن حق العودة، رغم تصحيحه لذلك؟- أبومازن لم يتراجع وما حدث كان على مسمع العالم، لا يستطيع أن ينفيه، وإن قال إن هذا رأيه الشخصي فلا يجوز لرئيس فلسطيني يعتبر نفسه منتخبا إلا أن ينسجم رأيه مع تطلعات وثوابت الشعب، الذي رفض تصريحاته، خصوصا أنها كانت خارجة عن سياق قوانين دولية وتنازل بالمجان عن حق مقدس.• الرئيس عباس قال إن «حماس» عرضت الدولة ذات الحدود المؤقتة، وتحاورت وتتحاور مع إسرائيل وجهات أخرى حول هذه الدولة، كيف ترون ذلك؟- «حماس» لم تعط تصريحاً بالتنازل عن كل فلسطين، وضمن اجتهاداتها أنه يمكن أن ترضى بحدود عام 67، لكننا كنا نحبذ أن يدرك الإخوة في الحركة أن تجربة التفاوض مع العدو، الذي لا يفهم إلا لغة الدم والقتل، على دولة واحدة كانت فاشلة، ولم نحصد من هذه المفاوضات إلا التراجع والضياع، ومزيد من القهر. • برأيك ما المكتسبات التي حققتها زيارة أمير قطر إلى غزة؟ ولماذا تصر «فتح» على أنها تساهم في تعميق الانقسام؟- نحن نرحب بأي أياد عربية تعمل على كسر الحصار عن غزة، لكن لا يكون هذا على حساب الثوابت الفلسطينية، وان قضية القدس أولى بأن يمد لها يد العون فهي تهود ومهددة، وكنا نود بأن هذه الأيادي التي مدت إلى غزة أن تنطلق نحو القدس لتحرره من الصهاينة ولتزيل هذه المعاناة اليومية التي يواجهها أهل القدس وباقي أراضي عام 48.• ماذا عن التصعيد الإسرائيلي، وهل نحن مقدمون على جولة جديدة؟- نحن لا نستبعد أي حماقات صهيونية أو عدوان، والتصعيد الأخير استخدمه نتنياهو حتى يكون له معبر الفوز في الانتخابات، ولكن لا يمكن أن ننسى أن العدوان ضد شعبنا متواصل ولم يتوقف. وموضوع حرب واسعة هذه نستبعدها لأن العدو له حسابات كثيرة تتجه نحو قدرات المقاومة التي استطاعت صواريخها أن تدك العمق الصهيوني، أو باتجاه التغيرات العربية، خصوصاً بعد زوال نظام مبارك.• ماذا عن المصالحة الفلسطينية، والورقة التي قدمتها حماس أخيراً إلى مصر؟- إلى هذه اللحظة ليس هناك جديد في موضوع المصالحة، فهي مجمدة.• هل تمتلك «الجهاد» جيشا منظما وترسانة قادرة على صد عدوان موسع ضد غزة؟- حركات المقاومة استطاعت أن تمتلك إمكانيات أكثر بكثير من السابق وأن تصنع معادلة توازن الرعب مع العدو. ولأول مرة في تاريخ الصهاينة يعيشون الرعب والفزع من المقاومة، الكل رأى أين وكيف اختبأ مليون ونصف المليون صهيوني، سبع بلدات صهيونية شلت الحركة في داخلها، وكيف أصبحت مدن أشباح بفعل صواريخ المقاومة، وهذا يؤكد أن زمن الهزائم للعرب والفلسطينيين قد ولى.• كيف تصفون علاقتكم مع «حماس» خصوصا أنها شهدت خلال الفترات السابقة موجات من المد والجزر؟- اليوم بصراحة، اقتناع «حماس» و»الجهاد» بأنهما في خندق المقاومة الحقيق جعلنا نتقدم أكثر في علاقتنا، ونعيش أفضل فترات التنسيق رغم بعض الخلافات التي لم تنته.