علن مكتب الرئاسة الإيرانية أن الرئيس محمود أحمدي نجاد سيقوم بزيارة إلى بغداد الاسبوع المقبل لبحث العلاقات الثنائية والاوضاع الاقليمية مع المسؤولين العراقيين. وقال مدير الشؤون الدولية في مكتب الرئاسة الإيرانية محمد رضا فرقاني "من المقرر أن يقوم الرئيس أحمدي نجاد على رأس وفد رفيع بزيارة إلى بغداد الاسبوع المقبل للتباحث مع المسؤولين العراقيين بشأن الاوضاع الاقليمية والدولية". وأضاف أن الرئيس نجاد سيلتقي مع قادة ومسؤولي الاحزاب والتيارات المختلفة من الشيعة والسنة والاكراد والعرب كما سيزور العتبات المقدسة.

Ad

ومن جانبه أشار السفير الإيراني لدى العراق حسن داناتي فر أن نجاد سيقوم بزيارة إلى بغداد اواخر الشهر الحالي على رأس وفد رفيع يلتقي خلالها كبار المسؤولين العراقيين. وأوضح ان وزير الطاقة الإيراني مجيد نامجو سيزور العراق ايضا عقب زيارة نجاد إلى‌ بغداد. وستكون زيارة نجاد هذه الثانية للعراق بعد زيارته الاولى مطلع اذار (مارس) عام 2008.

مجالس شيوخ ومنظمات مجتمع مدني عراقية تعترض على الزيارة

لكن هذه الزيارة لقيت معارضة عراقية شديدة من مجالس شيوخ وشخصيات عشائرية وطلابية ومنظمات للمجتمع المدني دانتها واعتبرتها زيارة لشخص "يديه ملطختان بدماء العراقييين" على حد قولها.

 ففي بيان حمل عنوان "لا لزيارة أحمدي نجاد إلى العراق" ارسلت نسخه منه إلى "ايلاف" قالت هذه الفعاليات "إننا وباسم الشعب العراقي لن نقبل ترحيب الحكومة بهذا المجرم أبداً إذ إنه يحكم نظاماً لا يستطيع أن يعيش يوماً إلا بالقتل وارتكاب المزيد من المجازر وتصدير الإرهاب والتدخل الدامي في العراق فالترحيب بهكذا مجرم ليس إلا إهانة لعروبة الشعب العراقي وإعطاء الشرعية لتدخلات النظام الإيراني في العراق".

وأضافت "لا يوجد هناك أحد لا يعرف سجل الرئيس الإيراني المليئ بالجرائم المشينة والدامية حيث سبب بتدخلاته اليومية من خلال عملائه في كل أرجاء بلدنا أن يعيش شعبنا في أحلك الظروف.. كما انه ملآ السجون الإيرانية بالشباب الأبرياء ويقوم بأعدام عدد منهم يومياً ويأمر بقتل المتظاهرين في إيران أيضاً أضافة إلى أنّه يساند ويدعم من دون حياء نظام الأسد (...) ليساهم في قتل أبناء الشعب السوري الأبرياء.

وحمل البيان توقيعات المجلس الوطني لشيوخ العشائر، مجلس شيوخ بغداد والمحافظات الجنوبية، مجلس شيوخ ديإلى، مجلس شيوخ في محافظة صلاح الدين، مجلس شيوخ وعشائر وامراء نينوى، حزب السلام العراقي، تجمع الاساتذة الجامعيين والمثقفين في بغداد، نقابة محامين العراقيين، تجمع ناشطي حقوق الأنسان، نقابة المحامين في صلاح الدين، رابطة التضامن الطلابية، مؤسسة بلاد النهرين الانسانية، جمعية الطلبه الاحرار جامعة الموصل.

رجل دين: زيارة نجاد لبغداد كأنها لمحافظة إيرانية

ومن جهته قال رجل الدين السياسي مؤسس تجمع "أحرار" أياد جمال الدين إن إيران استباحت العراق من شماله إلى جنوبه وزيارة أحمد نجاد للعراق زيارة داخلية كزيارة أي محافظة إيرانية. ودعا القوى السياسية المعترضة على زيارة نجاد للعراق سحب وزراءها من الحكومة العراقية حتى لايشاركوا الحكومة بأستقباله في بغداد".

وأضاف عضو مجلس النواب السابق في تصريح صحافي "بالأمس القريب قال المسؤول السياسي والأمني في محافظة دنجان الإيرانية ( إن الحكومة الإيرانية تتخذ من العراق ومن غزة درعا للدفاع عن إيران التي تقاتل خارج أراضيها دفاعا عن أرضها) أي إنهم يقاتلون في أراضي العراق وغزة وفي أماكن اخرى دفاعا عن إيران".

 وأشار جمال الدين إلى "إن إيران تستخدم العراق درعا لمصالحها ولمفاعلها النووية وغير ذلك وهذا الأمر محزن ومخجل وعار على العراق وعلى المسؤولين العراقيين والبرلمان ورئاسة الجمهورية أن يمروا مرور الكرام امام هذه التصريحات التي تهينهم بالدرجة الاولى وتستخف بالمسؤولين العراقيين قبل أن تستخف بالشعب العراقي الذي أنتخبهم". وفي وقت سابق قالت منظمة اهل الخير الانسانية وحركة تحرير الجنوب العراقيتين في بيان مشترك انهما ستنظمان في مختلف مناطق العراق تظاهرات ادانة معادية لزيارة نجاد إلى العراق.

المعارضة الإيرانية: هدف الزيارة توسيع الدعم لنظام الأسد

وعلى الصعيد نفسه فقد أكدت المعارضة الإيرانية ان زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق تهدف إلى التنسيق بين البلدين لدعم "الدكتاتور السوري" بشار الأسد والاستفادة من العراق للالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على طهران أضافة إلى ممارسة الضغط على عناصر منظمة مجاهدي خلق في مخيمي اشرف والحرية (ليبتري) في العراق.

وقال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بيان أرسلت نسخة منه إلى "إيلاف" ان الوثائق الواردة إلى المقاومة الإيرانية من المجلس الأعلى للأمن في نظام طهران تفيد بأن احمدي نجاد سيقوم بزيارة مبرمجة إلى العراق "لتشديد الضغط والقمع ضد سكان مخيمي اشرف وليبرتي في العراق من اعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية حيث يشكل هذا الهدف احد اولويات احمدي نجاد في مباحثاته مع السلطات العراقية".

وأوضح في هذا الاطار انه سبق ان زار احمد وحيدي وزير الدفاع للنظام الإيراني العراق مؤخرا مستبقا وصول نجاد لبغداد كما انه من المقرر ان يزور محمد علي جعفري القائد العام لقوات الحرس "الثوري" العراق قريبا.

وأشار المجلس إلى أنّ الهدف الاخر لنجاد في العراق هو الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على نظامه وإلى المزيد من الاستفادة من الاراضي والحدود الجوية والبرية والبحرية العراقية وكذلك الخدمات المصرفية في العراق. وأضاف ان العراق كان دوما خلال السنوات الماضية اول بلد يوفر للنظام الإيراني امكانية الالتفاف على العقوبات ولهذا السبب سجل التبادل التجاري بين الجانبين ارتفاعا ملفتا.

وأكد مجلس المقاومة الإيرانية أن "رئيس النظام الرجعي في إيران" سيسعى أيضًا خلال هذه الزيارة إلى توظيف الحد الاقصى من أمكانات العراق ومنها الجسر الجوي فضلاعن امكانياته البرية من أجل ارسال الأسلحة والعتاد وقوات الحرس إلى سوريا وارغام الحكومة العراقية على تشديد دعمها "للدكتاتور السوري". وأشار إلى أنّ من الاهداف الأساسية الأخرى للزيارة هو "مواصلة الدعم للمالكي رئيسًا للوزراء الذي يواجه حاليا رفضا واسعا من قبل مختلف المكونات السياسية العراقية" على حد قوله.

وأوضح أن وفدا إيرانيًا كبيرًا قد توجه إلى بغداد قبل ايام لتمهيد الأجواء لهذه الزيارة ومن المقرر ان تتم مشاركة عدد من مسؤولي المخابرات وقوات القدس وعملاء عراقيين لنظام طهران في مؤتمر مكافحة الارهاب تحت شعار "ضحايا على يد المجاهدين" في أشارة إلى عناصر منظمة مجاهدي خلق "وذلك للقيام بحملة التشهير المسمومة ضد سكان أشرف وليبرتي من أجل قمعهم والتنكيل بهم" كما قال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.