عندما تطأ قدمك اليونان ستجد أن سحر طبيعتها يجذبك، وروعة منتجاتها تبهرك، فضلاً عن أنها تتميز بأجود أنواع الأطعمة والخضراوات من خيرات أرضها. ستهنأ بألذ الوجبات وأنت تتمشى وتشعر بأنك تتنفس الأوكسجين الحقيقي غير الملوث، تتمشى على البحر لترى لونه الحقيقي وليس ألوان التلوث والقاذورات، كما هو الوضع في الكويت، فضلاً عن حضارتها العريقة التي لا يمكننا أن نغفل عنها.

Ad

بلد سياحي بلا شك، جميل بلا شك، يتمتع بجميع الثروات الطبيعية، وهبة الله لهم أن أنعمهم بالجو الجميل على مدار العام، كل تلك الثروات والحضارة تجمعت لبلد يمر بفقر، ومهدد من الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وسيؤدي خروجها، كما وصف محللون، إلى "كارثة اقتصادية" ستنعكس اجتماعياً على انتشار الجرائم الناتج من ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل، وازدياد معدلات الفقر، وهي أمور لا يمكن النأي بأثرها عن بقية الدول في الاتحاد.

يقودني هذا للتفكير لا إرادياً في الكويت، ونحن لا نملك من الثروات سوى النفط، لا شيء آخر، بلد صحرواي يعاني طوال العام ظروفاً مناخية قاسية، الزراعة محدودة، والبلد ليس وجهة سياحية جاذبة، تعاني الكويت تلوثاً خطيراً، نتنفس هواءً ملوثاً، نسبح في بحر ملوث، ونعاني البيروقراطية وانتشار الفساد وكثرة السرقات ووضع سياسي متأزم على مدار العام.

لولا النفط لما أصبحنا دولة غنية برواتب جيدة ونعيش حياة مرفهة، تجعل من الكويتي يسافر طوال العام، ويركب سيارات مكيفة وجديدة على الدوام، هذا النفط جعلنا نعيش حياة مريحة نظراً لفقر مواردنا الأخرى.

ونحن ممتنون لنعمة الله علينا، ولكن ماذا لو انتهى النفط؟ ما مصير الكويت في خريطة العالم؟ هل سنصنف ضمن الدول الفقيرة؟ هل سنعتاد التعايش مع الفقر بعد أن اعتدنا الرفاهية؟

وجود مجلس الأمة لم ينفعنا لإيجاد بديل للنفط، لم يساعدنا على تطبيق خطط التنمية ولم يوقف الفساد بل ربما زاده، وجود هذا المجلس جعلنا نهتم بمشاكل ثانوية لا تتعدى كونها تتعلق بتضييق الحريات وطرح استجوابات للوزراء على مدار العام، مما يجعلنا بالفعل في حالة حيرة، أين هي القضايا المصيرية من أجندة نوابنا الأفاضل؟ هل لديهم بعد سياسي؟

هل فكروا يوماً في مصير الكويت وهي لا تمتلك سوى مصدر واحد هو النفط؟ هل فكروا في البديل؟... بالطبع لا، لم يفكروا سوى في خلافاتهم الشخصية، متناسين همومنا الحقيقة كشعب فقير بالموارد.

"قفلة"

الكويتي أثناء السفر يحترم الطابور، لا يدخن إلا في الأماكن المخصصة للتدخين، محترم ولا يرمي قاذوراته في الشارع والأرض، ولكنه في اللحظة التي تطأ قدمه مطار الكويت يحشر الناس بسجائره أثناء انتظار الحقائب يجلس على سير الحقائب، ويرمي بقاذوراته على الأرض وسلة القمامة لا تبعد عنه سوى متر واحد، هل يمكنك أن تكره وطنك إلى حد تقبيحه بيدك؟ و"بعدين"... تتغزل بشعارات "روحي فداء الكويت"... "ما نبي" روحك "نبي" احترامك للكويت!