ها نحن بعد انقضاء مئة وثلاثين ليلة وليلة، وبعد أن سكت مجلس 2012 "الباطل" عن الكلام المباح وغير المباح، نقف أيها الشعب الرشيد ذو الرأي السديد لنستلهم العبرة من حكاية أغرب من الخيال. لقد رأينا بأعيننا كيف أن انتشار داء "الغرور البرلماني" لدى أي أغلبية يمكنه أن يحرق البلد. وأن الانتقائية والشخصانية وإلغاء الطرف الآخر لن يوصلنا إلى بناء وطن، بل سيبني مزيداً من الحواجز والحوائط والدهاليز والسكك المظلمة التي لن تقودنا إلا نحو الضياع. نعم، لم تكن الأغلبية "الباطلة" أفضل من سابقتها، بل فشلت فشلاً مدوياً في إدارة المجلس، وعجزت عن ترتيب الأولويات، وانشغل أبطالها بالتسابق نحو دور البطولة ووأدوا في طريقهم معظم الأفكار الجميلة التي تسعى إلى تطوير الديمقراطية الكويتية. هتكتم الدستور واللائحة التي طالما استشهدتم بها سابقاً، وتعاملتم بكل الأدوات "إلا الدستور"! وشكلتم لجان تحقيق باطلة، وأسقطتم الحصانات من خصومكم وتمترستم أنتم خلفها وخلف أغلبيتكم، وحاولتم إعدام مواد الدستور "المادة (79)"، ونصب المشانق باسم الدين، وتناسيتم أنها "لو دامت لغيرك ما آلت إليك"، وأخيراً، تماديتم في انتقاد السلطة القضائية التي كان بإمكانكم العمل على سن القوانين لاستقلاليتها ومخاصمتها "كما زعمتم في حملاتكم الانتخابية". بعد أن عملتم جاهدين على تشريع قوانين تكبل حرية البشر وأردتم تسليط سيوف أفكاركم على رقاب أفكار مَن يختلفون معكم من أبناء شعبكم، فقط لأنكم امتلكتم الأغلبية، كيف لنا اليوم أن نصدق ادعاءاتكم بأنكم أنتم حماة الديمقراطية وأنكم أنتم ستعملون على تنقيح الدستور نحو مزيد من الحريات، وأن حكومتكم الشعبية هي طوق النجاة، وأن حراككم هو امتداد لحراك مَن صاغوا دستور 62! اعملوا مجدداً على ترويج الأوهام في مهرجان "صيّف مع الدستور" وأخرجوا نفس البضاعة التي كنتم تسوقونها في الانتخابات السابقة، وحاولوا الضحك على عقول البسطاء من جديد، وليرى الناس مجدداً أن العرض ينتهي بمجرد إقفال الصناديق!

Ad

"خربشة":

من رأى أنه من العار الجلوس مع "القبيضة" حينها، كان عليه تقديم الاستقالة في ذلك الوقت!